قبل أن أشرع في مقالي هذا، أريد أن أضع مقدمة مهمة تعد من بديهيات عقول محبي كرة القدم وهي: حال المدرب السيئ ذي الأدوات المتميزة أفضل من حال المدرب المتميز ذي الأدوات السيئة؛ لأن الأول قد يصل إلى كل شيء، والآخر لا يستطيع أن يحقق أضعف البطولات!
عندما وقع الرئيس الذهبي الأستاذ فهد بن نافل مع المدرب جارديم، كان نصب عيني الرئيس والجمهور والمدرب البطولة الآسيوية، وكان الهلال بطلاً لها؛ وقد فرض الهلال شخصيته في هذه البطولة، غير جانب الخبرة والثقة التي يلعب بها اللاعبون، وقد كشفت البطولة اللثام عن وجهها، فما رغبت إلا الهلال بطلاً لها؛ لتاريخه الكبير فيها وزعامته، ورغبت عن الأندية الأخرى التي لا يعرف لها موطئ قدم في البطولة، أما على صعيد الدوري المحلي فالفرق تلعب مباريات كثيرة باستمرار، تظهر العيوب -بسهولة-، والهلال مع جارديم في هذه البطولة لم يقدم أرقاماً جيدة، بل ظهرت أصوات تطالب بإقالته، ويناقش هذا الموضوع بجدية في مواقع التواصل!
وإذا نظرنا إلى الجوانب الفنية للفريق ، رأينا فريقاً منضبطاً تكتيكياً، بفضل عبقرية جارديم بعد توفيق الله، لكن يعاني الفريق من اللمسات الأخيرة التي تنهي له المباراة ولو مبكراً؛ وسبب ذلك عائد إلى أربعة لاعبين من الأجانب لم يعد بمقدورهم أن يقدموا شيئاً للهلال، مثل المهاجم الفرنسي الذي كبرت سنه، والجناح البيروفي الذي غابت شمسه منذ النهائي الآسيوي 2019، والوسط الأرجنتيني الذي لا يُعلم سبب بقائه في الهلال حتى الآن، والمحور الكولمبي الذي لا يناسب الهلال.
هذا كله ولم نذكر انخفاض مستوى أهم اللاعبين المحليين ؛نظراً لتداخل المباريات (دوري، و آسيا، ومنتخب) والإرهاق الذي جر ذلك كله، وكذلك بالنسبة للمحترف البرازيلي الذي -حتى الآن- لم يقدم ما يوازي قيمته.
فلا يعقل أن يُطلب من المدرب أن يضع أجنحة للفريق ، ثم يطير في الفريق إلى حيث شاءت الأهواء، والفريق نفسه يعاني من مشاكل عديدة قبل أن يأتي!
إذاً كما عنونت المقال بهذا السؤال، فالملامة على الأدوات التي لا تساعده في شيء لا عليه، فلو جاء من جاء لن يتقدم خطوة بوجود هذه العناصر.
** **
- عبدالله البكر