لكل واحد منَّا هدفه في هذه الحياة، ولكلٍّ منَّا له أمنيات يسعى لتحقيقها، فهناك من يسعى للنجاح من خلال جَني الأموال عبر طرق البيع والتجارة، وهناك من يشق طريق النجاح من خلال اكتساب الخبرات العملية والمعرفية عبر التعلم والاجتهاد وغيرها، ويصعب حصر طرق النجاح في هذين المسارين، بل هناك طرق ووسائل أخرى أسهب وأطنب فيها المختصُّون في هذا المجال، وحديثنا هنا سيكون متعلقاً بأهم معوقات النجاح بحسب ما يُرى ويُشاهد، ومن أهم ما يعوِّق الشخص عن النجاح هو نفسه وذاته وذلك عندما لا يُؤمن بقدراته وبما يمتلكه من صفات الناجحين، فتراه دائمًا ما يتحدث مع أقرانه عن فشله المستمر مثلاً في تحقيق الأرباح المادية المستهدفة أو عدم الحصول على تقييم عالٍ في عمله. وفي الحقيقة إن هذه العلامات ليس دليلاً على الفشل، فقد يتمكن الشخص من التحسين والتطوير من خلال معرفته بنقاط ضعفه وتعديل ما يستطيع تعديله بالإضافة إلى استشعار أهمية الثقة بالنفس، فهي الوقود المحرك لذلك، وأيضاً مما يعوق الشخص عن نجاحه اختلاطه ببعض بالانهزاميين والتشاؤميين، فهؤلاء يزرعون شجرة اليأس والإحباط في مخيلة ذلك الشخص، فكثيراً ما يستشهدون بعبارات اللوم والتأنيب ويُعلّلِون عدم النجاح بعدم استشارتهم والأخذ بآرائهم، فهُم يزيدون همَّ الشخص همَّين، ويا ليتهم أفادوا من خبراتهم وتجاربهم، فهدفُهُم هو النقد ثم النقد لا لشيء وإنما لإثبات الوجود. ومن المعوقات أيضًا هو العمل الروتيني في ساعات العمل، فمثلاً يقوم بعض أصحاب العمل بحصر أدوار الموظف على عمل روتيني واضح لا يحتاج للتجديد أو التطوير، وعندما يرغب الموظف بإبراز المهارات والقدرات التي تمكنه من تأدية عمله بصورة أفضل لا يُقابل بعبارات المدح والثناء، بل يتم تجاهله وقد يواجهه بعبارات الإنزعاج خوفاً من المطالبة بزيادة الدخل المادي، وكما قيل فالإنسان عدُوُ ما يجهل. ومن أهم ما يعوق الإنسان هو عدم ثقته بنفسه الثقة الكافية لمواصلة رحلة الطموح، فالتجاهل والتغافل هما من أهم أسلحة الإنسان الناجح، وكذلك قراءة سِير العلماء والناجحين وأصحاب النفع العام، والفشل لا يعني الضعف أو الغباء أو السفه بل هو الشجاعة في مواجهة تحديات الحياة وركوب أمواج المغامرة، وكما قيل قديمًا إذا لم تنجح تكفيك شجاعة المحاولة.