من واقع المهام المنوطة بإدارة الموارد البشرية في المنظمات والشركات من توظيف وتدريب، وتعزيز للعلاقات بين صاحب العمل والموظفين، يبدو من الوهلة الأولى أن هذه الإدارة تقع في خانة الحياد بين الملاك أو الإدارة العامة وبين الموظفين.
وعطفاً على ذلك يعتقد أغلب الموظفين أن مهمة الموارد البشرية هي مساعدة الموظفين وتسهيل أمورهم عندما تظهر مشكلة في العمل، في حين تصدمهم التجربة وتكشف لهم أن هذه الإدارات والأقسام لا تخدمهم بقدر ما تخدم الجهات التي تعمل لها، إذ إنه عندما تظهر خلافات بين الطرفين، غالباً ما تسير إدارات الموارد البشرية على خط فاصل بين تقديم النتيجة التي يريدها الموظف، والنتيجة التي تريدها الشركة. فإذا كان ميزان القوى ينحرف نحو الإدارة في الشركة، فقد يكون لدى الموظفين فرصة ضئيلة للحصول على النتيجة التي يريدونها.
وهو ما جعل الموظفين يشعرون أنهم في «معركة خاسرة» دائماً مع إدارة الموارد البشرية، وأصبح الانطباع السائد لدى الموظفين عن إدارات وأقسام الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات هو خسارة المعركة، وهو ما أظهرته دراسة أجريت على عدد من الموظفين، جاءت نتيجتها أن 70 % من الموظفين لا يثقون بإدارة شؤون الموظفين لديهم.
وما تعج به بعض المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي من قصص تُعبّر عن واقع الظلم الذي يتعرض له الموظفون من جانب الموارد البشرية، يعكس مدى هذه الصدمة ويُعزز إلى حدٍ كبير نتائج هذه الدراسة.
فما يعتقده الموظفون أن وظيفة إدارة الموارد البشرية هي دعم الموظفين، يتناقض بشكل كبير مع ما قد يقوله رئيس الشركة، كما أنه يتناقض بشكل كبير مع المهام المسؤول عن القيام بها إدارة الموارد البشرية.
عليه إذا وضعنا في الاعتبار أن إدارة الموارد البشرية يخيب ظن الموظفين، فقد يكون من غير الحكمة أن نثق به في بعض المشاكل التي نواجهها في أماكن العمل. لذا من المنتظر أن تظهر المشكلات عندما يكون هناك انفصال بين ما نتوقعه من إدارة الموارد البشرية وبين المهام المكلف إدارة الموارد البشرية بالقيام بها. فبينما يشعر الموظفون أن إدارة الموارد البشرية يجب أن يعالج ويصحح الأخطاء في مكان العمل، قد تعتقد إدارة الشركة أن هذه الإدارة موجودة لحماية الشركة.
ويبقي القول إنه بالفعل أن المعركة مع الموارد البشرية خاسرة ما لم يثبت لنا المسؤولون عن الموارد البشرية عكس ذلك.
هناك خمسة أسرار من المهم أن تعرفها عن الموارد البشرية: أول هذه الأسرار هو أنه ليس من وظيفة الموارد البشرية الدفاع عن موظفي الشركة، حيث إن ولاءها للشركة وحدها. وثاني هذه الأسرار هو أن موظفي الموارد البشرية ليسوا ملزمين بإبقاء ما أخبرتهم به سرياً، حتى لو قمتَ بطلب ذلك منهم، إذ يجب ألا تفترض السرية عندما تتحدث إليهم. وثالث الأسرار هو أن وحدة الموارد البشرية لديها معلومات قد لا تخبرك بها، فإذا ما لاحظت يوماً أن موظف الموارد البشرية، الذي يكون متجاوباً معك عادة، غير قادر على شرح أمر ما فاعلم ببساطة أن الأمر سري، وأنه لا يملك الصلاحية الكافية لإخبارك به. ورابع الأسرار هو أن وظيفة الموارد البشرية هي دعم مديري الشركات، وليس إجبارهم على آلية عمل معينة، لكن بعض الشركات تقوم بإعطاء مديري الموارد البشرية قوة أكثر مما ينبغي. والسر الخامس هو أن إدارة الموارد البشرية في الشركة التي تعمل بها قد تكون رائعة، أو قد تكون مثيرة للذعر. هناك تباين كبير بين إدارات الموارد البشرية في مختلف الشركات، لذا عليك ألا تفترض أن ما قامت به إدارة الموارد البشرية في الشركة التي عملت بها سابقاً سيكون مطبقاً في الشركة التي ستعمل لحسابها لاحقاً.
** **
@aboodalzahim تويتر