محمد بن عبدالله آل شملان
لغةُ الخلودِ وأنتِ ملءُ كياني
هبةُ السماءِ وواحةُ القرآنِ
ماذا أقولُ وأنتِ فاتحةُ الرؤى
وقصيدتي الأحلى مدى الأزمانِ
أمن البديعِ أم البلاغةِ أستقي
معنىً يطاولُ حسنَك الربَّاني
من أيِّ بحرٍ فيكِ أشرعُ خافقي
يا نبعَ إحساسي ووِردَ بياني
منكِ استقى الشعراءُ وَردَ حروفِهم
يا مَن ربيعُك أحرفٌ ومعاني
إنْ قلتُ يا لغتي تفتَّقَ هاجسي
بوحاً وسالَ الشعرُ في ودياني
يا أنتِ يا ألِفَ الأناقةِ والندى
والمجدِ والتاريخِ والإيمانِ
قلبي إلى معناكِ شدَّ رحالَهُ
وإليكِ عشقي والحنينُ دعاني
أنا عنكِ في صحوي أقولُ قصائداً
ماذا تُرى سأقولُ في أحلامي
لم يبقَ إلا أنتِ من تاريخِنا
من مجدِنا العربيِّ في الأوطانِ
جسدُ العروبةِ مثخنٌ بجراحِهِ
والضادُ في فمِنا الغريبِ يعاني
أدري بما ستقولُ إلا أنَّني
لغةُ الخلودِ وفي السما أغصاني
أنا «مِنْ قِفَا نَبْكِ» سأنصبُ خيمتي
وإلى عكاظَ سأشتكي أحزاني
سأقولُ أنَّ بني العروبةِ ضَيَّعُوا
مجدي وباعُوا لؤلئي وجُماني
وكأنَّهُم عَجَمٌ إذا ما صافحُوا
ما أودعَ الرحمنُ في وجداني
كم أعجميٍّ جاءَني متودِّدَاً
فسكبتُ في أقداحِه خُلجَاني
وبرغمِ هذا فالعروبةُ منزلي
وبنو العروبةِ ثروتي وجناني
أنا في ضمائرِهِمْ وفي أنفاسِهِم
والله في صلواتِهم أحياني
أنا في مشاعرِهم ونبضِ حياتِهم
لا في المعاجمِ والرفوفِ مكاني
وأفقتُ من حُلُمي بقلبٍ راجفٍ
وكأنَّ طيفاً عابراً ناجاني
لا تبتئسْ إنِّي بقلبِ أحبَّتي
فُصحَى وسرُّ السرِّ في الإنسانِ