إيمان حمود الشمري
لا يمكن أن يعيش الإنسان بمفرده وفي منأى عن العالم لأنه كائن اجتماعي بفطرته، ولا يمكن أن يحقق أي نجاحات ويصل لأهدافه دون مساعدة الآخرين، حيث إننا نكمل بعضنا ونسد نواقص وحاجات بعض، نعلّم بعضا، ونعالج بعضا، ونبيع ونشتري من بعض ونساهم في انتشار بعض، ومن هنا جاءت أهمية العلاقات العامة في التواصل الذي يساهم في رفع جودة الحياة واستمرارها ورسم الصورة الذهنية للمؤسسة ونشاطها لدى الجماهير.
تنوعت تعريفات العلاقات العامة ولا يمكن حصرها بتعريف واحد، ورغم قلة مصادر المعلومات عنها في المكتبات العربية إلا ان مفهوم العلاقات العامة يتلخص في الجودة في إدارة الاتصال.ولاشك أن وجود الانترنت غير مسار الحياة بشكل عام وسهلها ونقل العالم نقلة كبيرة في تطور إجراءات العمل بشكل عام، لتصبح أقل تعقيداً وأكثر سرعة ومرونة في التعامل مما انعكس على جميع التعاملات ومن ضمنها العلاقات العامة، إلا أن فترة وباء كورونا كثفت التعامل عن بعد ليصبح بعد ذلك منهجاً معتمداً في استمرار التواصل عن بُعد حتى بعد عودة الحياة الطبيعية، فلكل زمن ظروفه، ولكل فترة زمنية أدواتها ووسائلها ،فأصبحت المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات والمقابلات تنعقد عن بعد، ولم يعد الموقع الجغرافي عائقاً في التواصل لأولئك الذين لا يمكنهم الحضور شخصياً، وساهمت الكثير من التطبيقات في تفعيل التواصل وعرض الأفكار والمنتجات وتعزيز العلامة التجارية التي تؤثر في صنع القرار، وبالتالي الشراء في العالم الافتراضي بقوة ليست أقل تأثيراً من اللقاءات المباشرة، بل العكس اختصرت المسافة والوقت والتكاليف ليصبح التواصل أكثر سهولة ومرونة بطريقة عملية، إذ يوفر الوقت والميزانية.
وتكمن حساسية وأهمية محترفي العلاقات العامة في قوة التواصل مع الإدارة العليا ومختلف القطاعات داخل المنظمة لمراجعة استراتيجية التواصل وتحسين الصورة الذهنية التي أثرت عليها جائحة كورونا، وتكثيف التواصل والتكامل مع إدارة تقنية المعلومات لتفعيل التقنية والاستجابة لمتطلبات المرحلة والتفكير خارج الصندوق والابتكار في آليات العمل، إضافةً للتدقيق باختيار المفردات التي يتم توجيهها للطرف الآخر، فمثلاً في ظل الوباء يجب أن يختاروا كلماتهم بعناية عند التواصل مع الجماهير فيما يتعلق بالوباء وألا يتم الإفراط في استخدام عبارات أصبحت جزءاً من مفرداتنا اليومية، مثل التباعد، الحجر الصحي،... وغيرها، وإنما يجب تفعيلها بشكل صحيح كي لا يكون الخطاب مشحوناً وتحذيرياً ويغيب فيه التركيز عن الهدف الأساسي، وبذلك يمكننا أن نثبت أن إدارة العلاقات العامة لا تقل أهمية عن أي إدارة أخرى في أي منظمة ويجب اختيار موظفيها بعناية وطبق مواصفات دقيقة لإنقاذ صورة المؤسسة، فالعلاقات العامة أو كما يطلق عليها في التسمية الحديثة (التواصل المؤسسي) قدمت العديد من التحديات، وأظهرت أنها مستدامة وقابلة للتكيف ومرنة في أوقات الأزمات، كونها عصباً مهماً في أي مؤسسة أياً كان نوع نشاطها.