إبراهيم بن سعد الماجد
من الذي سمانا؟.. الجميع يعلم أنه الله سبحانه وتعالى.. هو سمانا مسلمين، سمانا من أجل وحدتنا، لا فرقتنا.
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ...} الآية.
والناظر إلى عالمنا الإسلامي يلاحظ كثرة الجماعات التي تدعي خدمتها للدين، وللأمة الإسلامية! وهذه الجماعات لو قلت لهم ما رأيهم في من لم يتخذ له جماعة، لجاء الجواب بأنه على غير حق!!
الله يأمرنا بلزوم الجماعة الواحدة والتي سماها سبحانه (مسلمين) لا أحزاب ولا جماعات أو جمعيات، وإنما جماعة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
علماء هذه البلاد منذ تأسيسها، وموقفهم واضح جلي، لا يجوز الانتماء لأي جماعة مهما كانت أهدافها، فجماعتنا هي كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، وبذلك قال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -
الدعاة.. دعاة للحق، مرجعهم الكتاب والسنة، لا مرجعية قيادية أو حزبية، فكل داعية إلى الله يدعو وأجره على الله، لا لجماعة مسماة!
ولذا كان موقف بلادنا من كل الجماعات والأحزاب واضحا وصريحا، وهو موقف شرعي قبل أن يكون سياسيا، فلا خير في أمة متشرذمة متحزبة.
إن واقع الجماعات والأحزاب على مختلف مسمياتها، واقع مرير، ولا يمكن لها أن تحقق أي هدف سامٍ، بل كل ما حققته المزيد من الفرقة، والمزيد من التطاحن والخصام، ولا يستثنى من ذلك أي حزب أو جماعة.
ومن المؤكد أن من أسباب قوة بلادنا ولحمتها خلوها من أي حزب أو جماعة، فكل الشعب خلف قائد واحد أعطوه البيعة، تلك البيعة التي يقوم بها ملك البلاد خير قيام لشعوره بعظم المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، وكثيرًا ما نسمع من قادة هذه البلاد سؤال الله أن يعينهم على القيام بما حملهم اياه من مسؤولية.
والشعب يقف مع قيادته معينًا ومدافعًا كذلك من منطلق شرعي، لعلمه (أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
كل هذه المعطيات منحت بلادنا بفضل الله الاستقرار والرخاء والأمن والايمان.
اللهم احفظ على بلادنا ما تنعم به من نعم لا نحصي لها عدًا، وارزقنا حسن شكرها والحفاظ على وحدتنا وتوحدنا.