سهوب بغدادي
قامت تركيا باحتضان قمة جمعتها بدول القارة السمراء، وحضر القادة من 39 دولة إفريقية إلى إسطنبول في الـ 17 و18 من شهر ديسمبر، الجدير بالذكر أن هذه القمة انعقدت بعد 60 يوماً تقريباً من انعقاد المنتدى الاقتصادي، في الوقت الذي تعنى القمة بشكل خاص بالقضايا الأمنية وخلق سُبل التعاون المشترك في مجالات سياسية واقتصادية وما إلى ذلك. فيما قال اردوغان خلال افتتاح أعمال القمة الثالثة «نجدد قولنا إن العالم أكبر من 5 دول» واستطرد قائلاً: «إنه ليس من العدل أن أفريقيا -حيث يعيش 1.3 مليار نسمة- ليس لها صوت في مجلس الأمن، أعتقد أننا بحاجة إلى توحيد الجهود حتى تتمكن تمثيل إفريقيا في مجلس الأمن بالشكل الذي تستحقه»، في هذا النسق، يتضح من الخطاب التركي أنها تتخذ سياسة الزحف الإقليمي بغطاء وهتافات ديموقراطية، وذلك يمثل نقيض الواقع، حيث يعد استخدام الرئيس التركي الكتلة السمراء كأداة ضغط غير مباشرة على الــ 5 دول في النطاق السياسي، وعنصر فعال على الصعيد الاقتصادي أيضاً نظراً للثروات الكامنة في القارة وبحاجة إلى الدعم والتوظيف، علاوة على الطاقات البشرية التي يسهل استقطابها للعمل في الخارج والداخل وأماكن أخرى نظراً لتدني الوضع الاقتصادي بشكل عام هناك. إن إفريقيا مفتاح للعالم العربي حيث يعد أمن وأمان القارة مفصلياً وينعكس تباعاً على أمننا وأماننا، في ظل معاناة بعض الدول الإفريقية كليبيا وغيرها من عدم الاستقرار خلال الأعوام الماضية وصولاً إلى وقتنا الحالي، تبرز هنا أهمية تعزيز العلاقات العربية الإفريقية، حيث تقوم جمهورية مصر باحتضان ذات المبدأ من خلال القمم الجامعة بدول إفريقيا، إلا أن هذا التوافق يستحسن أن يكون عربياً وخليجياً فمصر صمام أمان وقوة مفصلية، ولا يخفى على المطلع نشاط المملكة العربية السعودية حيث إنها خلال عقود طويلة كانت بمثابة النبع الجاري عبر مساندتها ودعمها للدول كافة وأحدث عهدنا بالنكبات المتتالية التي شهدتها الدول خلال جائحة كورونا، حيث أمدت المملكة الدول بالأكسجين والمعدات الطبية، واللقاحات، والمتطوعين في المجال الطبي وتمتد القائمة، فيما تتمثل المساعدات التي تعبر عن معاني القوة الناعمة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال مساعداته التي يسهل معرفة تفاصيلها على منصات المركز المتعددة وبانتهاج سياسة البيانات المفتوحة.
أدام الله أمننا وحفظ ولاة أمرنا ووفقهم لخدمة الإسلام والمسلمين.