كتب - محرر الوراق:
نالت الباحثة نوف بنت عبد العزيز المحمدي درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة طيبة، وذلك بتاريخ 4-4-1343هـ عن: الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب بن زاحم (1300 - 1374هـ) (1879 - 1954م)» دراسة تاريخية» تحت إشراف أستاذ التاريخ المعاصر: نهلة شحات محبت.
تناولت هذه الدراسة شخصية ذات مكانة في التاريخ السعودي، فكان من رجال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -، الذي وحّد المملكة العربية السعودية بعد مراحل عدّة من الجهاد والكفاح استمرت أكثر من ثلاثة عقود، فتوحّدت - من بعد حول الله - ثم بعزم الملك المؤسس والرجال المخلصين الذين ساهموا في ذلك، ومن بين هؤلاء الرجال الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب بن زاحم، الذي تميّز بالدين والعلم والحنكة؛ مما أدّى إلى توليته، إذ عُد من أبرز العلماء والقضاة في عهد الملك عبد العزيز، وحظي بثقة الملك عبد العزيز إذ عُد أول قاضٍ للرياض من غير أهلها، وشارك في العديد من الأحداث السياسية المهمة، فقد عاصر بداية العهد السعودي.
واعتمدت الباحثة المحمدي على الكثير من الوثائق غير المنشورة التي حصلت عليها من الأرشيفات الخاصة، والتي لم يسبُق لأحد الحصول عليها وعرضها في دراسة سابقة.
وبحسب الباحثة المحمدي فأن هذه الدراسة أظهرت:
- حرص الشيخ على الدعوة إلى الله والوعظ والإرشاد والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحبّه للعلم والقراءة، وتأسيسه مكتبته التي تحتوي على كتب قيّمة، ونسخه بعض الكتب، وكتابة الفوائد المهمّة منها.
- ظهرت بساطة القضاء في الهجر، إذ لم يكن فيها محاكم ولا تدوين للقضايا، وكان أغلبها يُحَلّ شفهيًّا. ولم يكن دور القاضي في الهجر يقتصَر على القضاء، وإنما كان يمارس إلى جانب ذلك أعمالا أخرى، كالوعظ والتدريس. وكذلك ظهرت بساطة التعليم ومحدوديته في بداية توحيد المملكة.
- أوضحت الدراسة أيضاً جهود الشيخ بن زاحم في التعليم والإرشاد، وخاصةً أهل هجرتي الدَّاهِنَة ونفي، وكان ذلك في مرحلة شديدة الحساسية.
- كان من أهمّ أسباب ترشيح الشيخ بن زاحم للقضاء ما تميّز به من عقل وحنكة وذكاء وأمانة وعدل، وكان ترشيحه لقضاء الرياض عاملًا حاسمًا في مسيرته العلمية والعملية، فقد أسهم الشيخ بن زاحم في تأسيس أول محكمة في الرياض، بما تميّز به الشيخ من فكر إداريّ جيّد، وظهر ذلك في تنظيم محكمة الرياض، لظهور كثير من الإجراءات الإدارية في وقته.
- ظهر حرص الملك عبد العزيز على أخذ الشيخ بن زاحم في رحلاته، وعلى الاستفادة من مشورته العلمية.
- بينتْ الدراسة جهود الشيخ بن زاحم في تنظيم قضاء مدينة الرياض والمدينة المنورة، وإحداثه وظائفَ جديدة في المحاكم الشرعية، كما وضّحت أسلوب الشيخ بن زاحم في القضاء، وعدله ونزاهته. وجهوده في تنظيمات المسجد النبوي.
- كما وضّحت إخلاص الشيخ لوطنه، من خلال مشاركاته في معارك توحيد البلاد، وتوطيد الأمن فيها، ودور مشاركات الشيخ السياسية والحربية في المعارك، وجهوده في القضاء على فتنة الإخوان.
- وضّحت دور الشيخ الوعظي في المؤتمرات والمعاهدات، وجهوده البارزة في التعليم، وتدريس طلاب العلم، وأبرز تلاميذه وانتشارهم في الأماكن التي عمل فيها، وطريقة تدريسه، والمواد التي يدرّسها، وفتاواه الخاصة والجماعية، ورسائله الدعوية في النصح والإرشاد.
- وضّحت الدراسة قوة العلاقة بين الشيخ بن زاحم والملك عبد العزيز، من خلال المراسلات التي دارت بينهم، وعلاقته ببعض الأمراء والعلماء والمراسلات التي دارت بينهم.
- أخيرا : أظهرت الدراسة محبة الناس للشيخ بن زاحم بسبب ما اتّصف به من صفات حميدة وحسنة، فقد اجتمعت فيه صفات العالم والقاضي والإداريّ الناجح
وتذكر الباحثة نوف المحمدي أن أهم أسباب اختيار الموضوع هو إثراء المكتبة العربية بدراسة علمية لسيرة علم من أعلام المملكة ومنجزاته ودوره في خدمة تاريخ المملكة، ولم تعثر الباحثة على دراسة علمية قائمة على أصول المنهج العلمي وقواعده عن هذه الشخصية.