يعقوب المطير
أخيراً ذهبت بطولة كأس مونديال العرب لمنتخب الجزائر وهو الفريق الذي كان يستحقها والجدير لهذه البطولة نظير مستوياته المبهرة، وهي البطولة التي شهدت مشاركة 16 منتخباً من أنحاء العالم العربي.
ونجح المنتخب الجزائري في الفوز بلقب كأس العرب بعد تغلبه على نظيره التونسي بهدفين دون رد، ورفع محاربو الصحراء كأس العرب وسط أجواء احتفالية رائعة تعالت فيه هتافات المشجعين في آخر مباريات البطولة التي أقيمت للمرة الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، واستضافت منافساتها ستة من استادات كأس العالم التي سوف تستضيفها دولة قطر في العام المقبل.
بدون أدنى شك أن البطولة شكلت منصة مثالية للتحضير لاستضافة النسخة المقبلة من كأس العالم، والتي ستوفر فرصة لتعريف الملايين من أنحاء العالم على المنطقة وتراثها العريق وثقافتها الغنية.
وبالتالي أثبتت الدوحة مجدداً جاهزيتها لاستضافة نسخة استثنائية من كأس العالم، ويعود الفضل في ذلك للجهود المذهلة لفرق العمل والشركاء الذين يواصلون تقديم كل الدعم الممكن لتنظيم نسخة مبهرة من البطولة العالمية، فكانت بطولة كأس العرب (إصدار الفيفا الجديد) فرصة استثنائية لاختبار مجموعة من العمليات، في مقدمتها الاستادات ومواقع التدريب ووسائل النقل والإقامة وبطاقة المشجع والمتطوعين وغيرها، وبالتالي قدرة دولة قطر لاستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم في 2022.
هذه البطولة الناجحة تعتبر نسخة من مونديال كرة القدم في المنطقة والعالم العربي، فقد شهدت البطولة 32 مباراة على مدار 19 يوماً، وتسجيل 83 هدفاً بمعدل 2.29 هدف لكل مباراة وهذا معدل تهديفي كبير.
حسب تواجدنا بالدوحة اتضحت لدينا الصورة بأن بطولة كأس العرب محطة رئيسية للارتقاء بالتحضيرات الجارية في قطر لاستضافة كأس العالم التي ستنطلق منافساتها في استاد البيت في 21 نوفمبر المقبل، وتختتم بالمباراة النهائية في استاد لوسيل في 18 ديسمبر 2022.
المهم أن تنظيم البطولة تحت مظلة الفيفا جعل لغة الأرقام والإحصاءات من جميع النواحي تكون متاحة للجميع في مبدأ الإفصاح والشفافية والوضوح الذي ينتهجه الاتحاد الدولي لكرة القدم بحيث تجاوزت مبيعات تذاكر مباريات كأس العرب نصف مليون تذكرة، وسجلت البطولة رقماً قياسياً في أكبر حضور جماهيري في مباراة لكرة القدم في تاريخ قطر بلغ 64439 مشجعاً خلال مباراة قطر والإمارات في ربع نهائي البطولة باستاد البيت
في النهاية، فقد رأيت خبرا صحفيا بأن رئيس الفيفا دعا إلى استمرار إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على البطولات العربية في السنوات القادمة وهذا تصريح يدعو للتفاؤل في سبيل تطوير مستوى الكرة العربية، فالاتحاد الدولي لكرة القدم يعرف باحترافية قدراته في تنظيم البطولات الرياضية العالمية من جميع النواحي، ويجعلها بطولة ناجحة كما حدث مع البطولة الأخيرة، بحيث تتم الاستعانة بالخبرات العالمية وبدون أدنى شك فإن الدولة المستضيفة تساعد بتنظيم الحدث الرياضي بمعايير دولية، فهل يستفيد العرب من تلك الخبرات؟