«الجزيرة» - الرياض:
أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، الدكتور أيمن بن سالم غلام، أهمية البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، كونه أحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، مشيراً إلى أن البرنامج ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية المتكاملة التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والبحث عن طرق إضافية لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات الوطن ويلبي رغبات دول الإقليم في تحقيق مبادرة المملكة والشرق الأوسط الأخضر.
وقال الرئيس التنفيذي، في كلمته الافتتاحية خلال انطلاق ورشة العمل الأولى المعنية بمشروع البرنامج الإقليمي للاستمطار الصناعي والمعنية بـ»عمليات الطيران للبرنامج الإقليمي للاستمطار الصناعي»، أمس في جدة، بمشاركة 65 جهة والمعينة بالدعم اللوجستي والخدمات الأرضية للبرنامج، إن البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب رافد مهم في تحقيق هذه الأهداف من خلال زيادة الهاطل المطري في المملكة بمقدار 10 - 20 % سنوياً؛ مما سيساعد بشكل كبير على استدامة الموارد المائية ويوفر من استخدامات المياه الجوفية والخزن الاستراتيجي وزيادة المساحات الخضراء، ويساعد أيضاً في مكافحة آثار التغيرات المناخية والجفاف كما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م فيما يتعلق بجودة الحياة وتحسين الصحة العامة.
وأشار إلى أن تقنية الاستمطار ليست بالتقنية الحديثة، بل هي معروفة منذ أكثر من خمسين عاماً ومطبقة في كثير من دول العالم، وأصبح الدافع الرئيس لاستخدام تقنية استمطار السحب هو الحصول على مصدر إضافي للمياه، في ضوء ازدياد الطلب العالمي وما يعانيه كثير من الدول من نقص الأمطار وشح المياه، والجفاف والتصحر وانحصار المساحات الخضراء، ورأت المملكة منذ أكثر من ثلاثة عقود في تقنية زيادة الهاطل المطري عن طريق «بذر السحب» إحدى الطرق الواعدة في المساهمة في معالجة هذه الإشكاليات التي تواجه العالم باعتبار عملية الاستمطار واحدة من الإجراءات التي يؤمل بأن تكون أحد مكونات الحفاظ على التوازن المائي للمنطقة، كونها تقنية مرنة وذات كلفة ليست عالية، وتطبق حالياً في أكثر من 40 دولة حول العالم، وقد تنخفض التكلفة النسبية لهذه التقنية في حال إذا ما تم توطينها، وهذا ما نسعى له.
وقال الدكتور غلام بوجودكم اليوم كشركاء أساسيين في هذا البرنامج التنموي المهم سنعزز من نجاح البرنامج وتحقيق أهدافه التي رسمت له من خلال التنسيق المباشر لتسهيل الأشغال الإجرائية للبرنامج، إضافة إلى الدعم اللوجستي بين الجهات والمركز الوطني للأرصاد لنقل المعرفة في مجال استمطار السحب».
وتضمنت ورشة العمل عدداً من المحاضرات المهمة، وهي: عمليات الرصد والتوقعات الجوية الداعمة لبرنامج زيادة الهاطل المطري والاستمطار الصناعي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطائرات دون طيار وخطط عمليات الطيران والتشغيل، وكذلك التقنيات المستدامة في عمليات استمطار السحب والأمن السيبراني والمعلومات والذكاء الصناعي في عمليات الطيران.