د.عبدالعزيز الجار الله
البدء سيكون بمدينة جدة لإعادة بناء اقتصاديات ورفاهية وتحسين جودة الحياة في المدن السعودية عبر مشروع وسط جدة فقد جاءت البداية من مدينة جدة كونها واجهة المدن السعودية، وعروس مدن البحر الأحمر، وهي المدينة التي تستقبل العديد من حجاج بيت الله لمكة المكرمة وأيضاً زوار مسجد رسول الله بالمدينة المنورة عبر الجو من خلال مطارها الدولي والحديث والموانئ البحرية تستقبل سفن الحجيج، حيث أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة وسط جدة للتطوير؛ المُخطط العام لمشروع «وسط جدة»، يوم الجمعة الماضية، بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليار ريال خصصت لتطوير 5.7 مليون متر مربع، بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
ويهدف المشروع لقيام مدينة عصرية تطل على شواطئ البحر الأحمر، تعمل على إيجاد اقتصاد جديد يقوم على المعطيات الحديثة لجيل جديد له ثقافته ونمط المعيشة التي تناسب معايير عصره، وتحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة بـ47 مليار ريال بحلول العام 2030.
قام مشروع وسط جدة على أربعة معالم رئيسة عالمية هي: «دار أوبرا، متحف، استاد رياضي، الأحواض المحيطية والمزارع المرجانية»، بالإضافة إلى 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية، أي إنه مزج رائع لركائز متناغمة من دار للأوبرا ومتحف يمثل الثقافة المحلية مع ثقافة شعوب العالم لجذب زوار مدينة جدة وتأكيد عالمية جدة التي لها سجل حضاري من عصور تاريخية قديمة، واستاد رياضي شامل لاستيعاب الأنشطة الرياضية ويكون قريباً من الشواطئ التي ستزيد من رياضاته البحرية، كذلك الأحواض المحيطة والمزارع المرجانية، جميعها سوف تشكل ضخاً إضافياً اقتصادياً وترفيهياً لمدينة جدة الحاضرة في استثماراتها وكثافة سكانها وحجم زوارها.
مشروع وسط جدة يتسع في استثماراته ليغطي مشروعات سكنية تتمثل في: بناء وتطوير مناطق سكنية عصرية تضم 17 ألف وحدة سكنية مع مشاريع فندقية متنوعة توفّر أكثر من 2700 غرفة، كما سيضم المشروع مرسى ومنتجعات شاطئية والفنادق والمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية، وسوف تنفذ عبر طراز معماري تتميز به جدة وهو الطراز الحجازي الذي له صبغته في أشهر عمارة إسلامية تنتمي للتاريخ الإسلامي وله جذوره العربية العريقة ومن نماذجه وأفضلها عمارة الحرمين الشريفين التي تعد النموذج الأساس لعمارة المساجد في العالم الإسلامي والطراز العمراني في غرب آسيا.
وقد تمت ملاحظة مهمة منها: توليد آلاف الفرص الوظيفية والنوعية والمتخصصة في قطاعات اقتصادية منها الثقافة والرياضة والترفيه والسياحة والتقنية، كما أنه في الأساس يحقق أحد أهداف رؤية 2030 لتوفير اقتصاد محلي نشط ومجتمع يعيش في أفضل أساليب الحياة المتطورة ويظهر ذلك في المساحات الخضراء والأماكن المفتوحة والخدمات العامة التي تمثل 40% من مساحة مشروع وسط جدة، وتوفير مناطق مخصصة للمشي للحد من حركة المركبات قرب الشاطئ الذي يتميز بمتوسط عرض 100 م، كما أن الواجهة البحرية شريط مائي طوله 9.5 كلم، وشاطئ رملي بطول 2.1 كلم.