إيمان الدبيّان
قد لا يمضي أسبوع دون حدث يبهج قلوبنا، أو خبر يثلج صدورنا، وكثيرا ما نسمع إنجازا به نرفع رؤوسنا، وهذه الأيام نعيش بشرى إطلاق سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان-حفظه الله- لمخطط مشروع تطوير وسط جدة بقيمة مالية تقدر بخمس وسبعين مليار ريال مما سيكون له أثر اقتصادي استثماري، بيئي، سياحي، فهنيئا لنا كافة، ونحن سكان جدة خاصة هذا المشروع العملاق الذي سيضوي أثره في الآفاق.
إن هذا المشروع الذي سيطور 5.7 مليون متر مربع بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة، ومستثمرين محليين وخارجيين يحقق الكثير من المستهدفات المرسومة، والمخرجات المعلومة في هذه المنطقة الحيوية العريقة، على ساحل بحر جدة التليدة بتاريخها، وثقافاتها العميقة، كعمق بحرها، وجمال شُعَبِها، وتنوع مجتمعها.
من يعرف وسط هذه المدينة، وتنقل في أحيائها القديمة، وعاش في جدة الأنيقة، بصباحها الباهر، وليلها الساهر، وغروبها الساحر، يعي أكثر أهمية هذه المنطقة بموقعها الاستراتيجي تجاريا، ودينيا، وسياحيا، فمن وسط جدة تُصدَّر وتستورد أكبر وأكثر البضائع والسلع، ومنها تصل في أقل من ساعة زمنية إلى مكة قبلة المسلمين، وفي أقل من ثلاث ساعات تصل إلى مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيد المرسلين، وبأقل من ذلك تكون في أعلى نقطة مرتفعة عن سطح البحر في الطائف بين الخضرة والبساتين.
مثل هذه البيئة الجغرافية والتاريخية ستحقق عوائد استثمارية هائلة بعد تطوير بنيتها التحتية، والسياحية، والتعليمية، والسكنية، والرياضية، والثقافية، والترفيهية هذه العوائد ستنعكس على من يقوم على المشروع إجرائيا واستثماريا، وأولا وأخيرا على المواطن الذي تسعى الدولة على تحقيق أهداف جودة الحياة له وللأجيال القادمة.
شكرا لعراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان على المنجز الذي كنا نراه حلما وبدأ يصبح حقيقة، ومبارك لسيدي مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ذلك الرجل الذي نتعلم منه معنى العمل وأهميته، وإدارة الوقت وقيمته، ومفهوم النجاح وثمرته، مبارك له هذا المشروع السعودي للإنسان السعودي بفكر وجهد وتخطيط سعودي.
منطقة مكة وعلى ساحل جدة انطلق منها قبل سنوات مشروع الأمير خالد الفيصل كيف نكون قدوة؟! وبفضل الله ثم بفضل ولي العهد سيتحقق كثيرا مما كنا نراه بعيدا لتتحقق القدوة في البيئة والبنية، والخدمات والاحتياجات، سنوات -بإذن الله- بسيطة قريبة وننعم بأولى مراحل هذا المشروع في وسط جدة الحبيبة.
ماذا بعد سيقدم لنا الوطن في منتهى العام ونحن في الشهر الأخير!؟ أكاد أجزم أننا ونحن نشارف على نهايته أن هناك للوطن والمواطن الكثير من الأثير والوثير.