عثمان بن حمد أباالخيل
وطن له تعاريف كثيرة ومتعددة لكنها تتفق على أنّ الوطن الأرض البقعة الجغرافية المحددة المعروفة على سطح الكرة الأرضية التي سكنَ فيها أجداده منذ القدم وترعرع وتربى وأكل وشرب من خيارتها وبالتالي فهو ينتمي لهذه الوطن. الوطن هي تلك الأرض التي يفديها الإنسان بأغلى ما يملك: دمه. ووطنا الغالي هو المملكة العربية السعودية بكل مناطقها الثلاث عشرة ومن شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).
الوطن هو العزة والكرامة ونبض القلب، الوطن مأوى طفولتي، وبيتي في شيخوختي، لا يختلف اثنان أن الوطن هو أغلى ما نملك، وأننا مهما بذلنا لأجله فنحن مقصرون فكيف إذا كان هذا الوطن بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومبعث الرسالة المحمدية. (ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنتُ غيرَك). ما أروعَكِ من كلمات قالها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وهو يودِّع وطنه، قالها بلهجة حزينة مليئة أسفًا وحنينًا وحسرةً وشوقًا مخاطبًا إياه، إنها تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بالوطن، بمكة المكرمة، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها.
قد وصفها الرحالة «أمين الريحاني» حيث زارها في القرن الماضي بأنها «باريس نجد» لما لاحظه فيها من الجو الحسن والمناظر الرائعة وتنظيم شوارعها قبل عصر التخطيط.
عنيزة، تلك المحافظة الجميلة التي يبعث ذكرها على السعادة بمجرد تذكر اسمها، فكيف بمن زارها وتجول فيها وجلس مع أهلها الكرام الذين يرحبون بالضيف ويكرمونه انطلاقًا من أخلاقهم وطباعهم التي جُبلوا وتربوا عليها أنها زهرة المدائن عروس الصحراء درة منطقة القصيم. عنيزة ترتسم في سيطرتها على القلوب واستيلائها على النفوس كل ما فيها جميل ورائع إنها ماء الورد إنها كما صاغها الشاعر محمد الضيف (يا حظ منهو به سكن واحضنته بحب وغلا... نوله عليها من الولاء ونبكي عليها من الشجن). نعم نوله عليها يوله عليها كل العنيزاويين حيث كانوا في أصقاع الكرة الأرضية. حب العنيزاويين لعنيزة يجعلها من عجائب الدنيا السبع لهذا الحب وهذا الوله. عنيزة أرض الجمال والإبداع والمبدعين والمبدعات في نواحي الحياة كافة ومنها علماء وشعراء ووزراء ومشايخ ومثقفون ومثقفات ومسؤولون.
حب عنيزة وعشقها ينطبق على حب كل من سكن مدن ومحافظات المملكة 134 وعلى اختلاف فئاتها ومراكزها إنه حب لا يضاهيه حب.
(روحي وما ملكت يداي فداهُ
وطني الحبيب وهل أحب سواهُ)
الدكتور مصطفى بليلة
إن ما تعيشه بلادنا من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى يستلزم منا الشكر، نحن نعيش رؤية المملكة 2030 الرؤية التي جسدت مسيرة وطنية وعملاً دؤوباً للتطوير والتقدم في كل نواحي الحياة. عنيزة المعشوقة الأبدية لكل من تنفس هواءها وأكل من تمرها وكل من ترعرع بها وشرب من مائها.
زملاء الدراسة، زملاء المرحلة الثانوية الوحيدة في ذلك الوقت قبل أربعة عقود ونيف. زملاء دراسة جمعتني بهم أجمل الذكريات وأسعد اللحظات، زملاء أرى نفسي في كل واحدٍ منهم، إنهم أنا، وأنا هم. زملاء سعدنا في وقتنا حيث لا جوال ولا إنترنت ولا فضائيات ولا أجهزة ذكية بكل تقنياتها إنهم دفعة 1974. ما يجمعني عشق عنيزة والوله.
(هذي عنيزة مقر الخير
يا حبنا له وطاريها)
عبد الله الصالح الرميحي