«الجزيرة» - طارق العبودي:
صالح النصر جماهيره وأعاد لهم الابتسامات التي غابت عنهم طويلاً، وحقق فوزاً ثميناً جداً بهدفين نظيفين في المباراة المؤجلة من الجولة الثامنة من دوري MBS ليستعيد توازنه ونشاطه وحيويته.
سجل هدفي النصر محترفاه أبوبكر فينسنت «39» وتاليسكا «90».
استحق النصر الفوز، أو بمعنى آخر استحق الهلال الخسارة بعد أن واصل لاعبوه تقديم مستوياتهم الهزيلة منذ تتويجهم بكأس آسيا، وبمباركة من المدرب جارديم الذي واصل فرض قناعاته الغريبة واختراعاته عند اختيار التشكيل، وكان واضحاً أن الفريق الأزرق يلعب باجتهادات لاعبيه، رغم هبوط مستويات أغلبهم، بعكس النصر الذي أجاد لاعبوه تحت قيادة مدربهم الجديد روسو الذي لعب بطريقة منطقية، وهي الدفاع أولاً ثم استنزاف جهد الهلال ثانياً.
بداية هادئة ولعب وسط الميدان بلا خطورة.. كان هذا هو عنوان الدقائق الأولى.
بعدها بدأ الفريقان بالتحرك والمهاجمة، وكان الهلال في هذا الجانب أفضل نسبياً، حيث سعى لبناء هجماته من الطرفين، وشهدت الدقيقة 9 أول تهديد فعلي هلالي من عرضية بيريرا لغوميز لكنه لم يحسن التعامل معها!
لكن الأفضلية الزرقاء لم تدم طويلاً إذ نشط النصر وبادله التقدم، وشكل بعض الخطورة، وأنقذ المعيوف مرماه من هدف نصراوي من كرة مخادعة من سلطان الغنام «15».
وبعد دقائق من الهدوء المتبادل، كاد الهلال يفتتح التسجيل من كرة متبادلة «تيكي تاكا»، وصلت إلى الفرج وسددها لكن العمري نجح في أبعادها إلى ركلة زاوية «31»، رد عليه تاليسكا بتسديدة أرضية بين يدي المعيوف «32».
لكن الافتتاح الفعلي كان من نصيب النصر الذي نجح في هز الشباك عن طريق مهاجمه الكاميروني أبو بكر فنسنت عندما تلقى كرة، وتقدم للأمام، وسددها سهلة، لكنها ارتطمت بمتعب المفرج، فتغير اتجاهها إلى داخل الشباك هدفاً نصراوياً «39».
وبعد 5 دقائق سجل غوميز هدف التعادل للهلال، لكن حكم var أوصى بعدم احتسابه، مشيراً إلى أن بيريرا ارتكب خطأ قبل تحويل الكرة «45+1»، فانتهت الحصة الأولى بهدف نصراوي.
دخل الفريقان الحصة الثانية بذات الأسماء التي دخلا بها سابقتها، وجاءت بدايتها أقوى بكثير من بداية المباراة من حيث الحماس والرغبة، وكان الهلال الأكثر رغبة وعزماً من أجل التعديل.
وطالب الهلاليون بجزائية لصالح بيريرا الذي أعيق داخل المنطقة من العمري، لم يعرها الحكم وvar أي اهتمام «55».
وحاول جارديم تصحيح أخطائه فأجرى تبديلاً بدخول اليامي بديلاً للبليهي، ونقل الشهراني لمركزه الأصلي «57»، قابله روسو بإدخال بيتي بدلاً عن أيمن يحيى، وفي هذه الأثناء كان الهلال يمارس الضغط ويهاجم، ولكن بسلبية مجبراً النصر على التراجع والاعتماد على المرتدات.
ومع انتصاف الوقت، تواصلت تبديلات المدربين، فأخرج جارديم غوميز وبيريرا، وأدخل فييتو وكاريليو، فيما أخرج روسو الحسن وأشرك انسيلمو.
وبعدها اتجه لتأمين دفاعاته أكثر فأشرك المنصور بدلاً من خالد الغنام.
وفي الدقائق الأخيرة زاد الهلال من ضغطه وحصاره ونوّع هجماته، لكن دفاعات النصر كانت بالمرصاد، ورمى جارديم بآخر ورقة هجومية فأدخل الشهري بديلاً لكويلار «83».
وفي غمرة البحث الهلالي «السلبي» عن هدف التعادل، وتقدمهم جميعاً، نظم النصر هجمة مرتدة، وصلت لتاليسكا غير المراقب فانفرد وسجل هدف التعزيز «90»، لتنتهي المباراة بفوز نصراوي مستحق، وخسارة هلالية «متوقعة» ستكلفه الشيء الكثير، وربما تكون هي بداية فقدان اللقب.