يُحْكَى عَنِ الشَّجَرِ العَاري
وعن ثَمَرٍ ما زال يَجْرَحُ في الدُّنيا سُلالَتَهُ
وعن قَدِيمٍ / جَدِيدٍ
دَثَّرَتْ يَدُهُ جَمَاجِمَ العُمْرِ
لَكِنْ ضَلَّ غَايَتَهُ
وعن تَفَاصِيلِ أَجْسادٍ
تُكَوِّمُها هذي البِدَايَةُ
مَنْ يَنْسَى بِدَايَتَهُ؟!
ومَنْ سَيَنْسى جُيُوبَ الفَقْدِ
قَدْ هَزِئَتْ بِهَارِبٍ يَقْتَفي حَدْسًا مَسافَتَهُ؟!
***
يُحْكَى عَنِ السَّائِرينَ الآنَ
في زَمَنٍ مَحْضٍ
تَدَحْرَجَ حتى خَانَ ساعَتَهُ
ونَحْنُ لم نَدَّخِرْ فانُوسَ حَاجَتِنا
إِذْ يُطْفِئُ العُمْرُ بَعْدَ المَوْتِ حاجَتَهُ
لعلَّ آياتِنا الحُبْلى بذاكِرَةٍ
تَضُجُّ خَوفًا،
فَيَخْشى القلبُ آيَتَهُ
واسَّاقَطَتْ صَلَواتُ الرُّمْحِ
في جَسَدٍ يَفْنى طَويلًا
ولا يخْشى نهايَتَهُ
واسَّاقَطَ الوَرْدُ والبُسْتانُ
كيف إِذَنْ يُعاقِرُ الشاعِرُ المُلْقى غِوايَتَهُ؟!
***
يُحْكَى عَنِ البَابِ
لم يَحْرُسْ نَوافِذَنا مِن النُّدُوبِ؛
فَألْقى البابُ هَالَتَهُ
وعَادَ يَنْفُضُ عَنْ أَضْغَاثِهِ شَبَحًا
وَهْوَ الذي باعَ للأَشْبَاحِ راحَتَهُ
وَهْوَ الذي يَتَوارى بين مَنْ حَجَبُوا
عن يُتُمِ هذا الفتى -ذُعْرًا- ولادَتَهُ
وَهْوَ المُسافِرُ في اللا شَيْء
فاشِلَةٌ ظُنُونُهُ حَدَّ أَنْ ناجى خُرافَتَهُ
وَهْوَ المُسَيَّجُ
بالإثْمِ الذي هَبَطَتْ مِنْهُ الخُطى،
هَبَطَتْ تَحْمِي ضَلالَتَهُ
***
يُحْكَى عَنِ الشَّارِعِ المَشْؤومِ
تَلْبَسُهُ رَحابَةٌ
وَهْوَ لم يَلْبَسْ رَحابَتَهُ
تَقَاذَفَتْهُ نُبُوءاتٌ
مُعَلَّقَةٌ بين الفَناءِ
وعُمْرٍ مَدَّ رايَتَهُ
أيضا؛ تَقَاذَفَهُ النِّسْيانُ
يا وَجَعِي على أَبٍ بائِسٍ وارى ابْتِسامَتَهُ!
***
وآبَ حُلْمٌ فَقِيرٌ
لم يَجِدْ وَطَنًا سِواهُ،
سَوْفَ يعيذُ الحُلْمُ فاقَتَهُ
وسَوْفَ يَرْكُضُ بَيْنَ المَاءِ والعَطَشِ الصَّافي،
ولا صُدَفٌ تُعْطِيهِ حاجَتَهُ
يُحْكَى ويُحْكَى
ولا مَعْنى نُؤَثِّثُهُ
سَيَأْكُلُ الشِّعْرُ -يا هذا- حِكَايَتَهُ
** **
- حسن عبده صميلي