نورة الموسى أشارت إلى قراءة كتاب «أبو بطّة» لمؤلفه الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة, الذي تنقل بين الدول لنهل العِلم, ومِن محطاته العلمية التي بدأها من لبنان, روسيا وأمريكا.
بعد قراءة مجموعته القصصية الفريدة, لم أندم ولن أندم على اتباع نصائح نورة, لأنها مثقفة وواعية ومنها تؤخذ المشورة, وكانت إشارتها بمثابة نور بالنسبة إلي, كان ضوءًا طبيعيًا ألقي لي.. من أجل أن أتعرف على شخصية معروفة, هذه الشخصية التي تركت الأثر والإرث في الثقافة والأدب.
لم أقضِ وقتًا طويلاً في القراءة, لأنني كنت في نعيم, ولأن الأوقات السعيدة تجري ولا تسير، ووجدت بين سطور «أبو بطّة» محاسن الصدف والأوصاف.
يقع في 200 صفحة تقريبًا وفي محتواه 20 عنواناً، كان بها الحكمة والموعظة, وخرجت بفوائد جمة تعلمتها وسأنقلها لكم من الكتاب حرفيًا.
من صفحة 44: «العيش كفاح. وكلّ إنسان خصم لكلّ إنسان. وخصمك إن تبسّمت له أو ضحكت استضعفك ونكَّل بك. فلا يبسم لخصمه إلا الأبله. والعيش صياح. فمَن لان للناس بلسانه قسوا عليه بقلوبهم. ومَن خَفَتَ صوته خفّ وزنه فاستخفّ به الناس واستعصت عليه حاجته. والعيش توفير لا تبذير. فمن شبع جيبه ما جاع بطنه. والتبذير هو أن يأكل الإنسان فوق ما يحتاج إليه لحفظ الرمق وأن يلبس أكثر ممّا يستر عريه. والتوفير هو جمع ما فاض عن ذلك مهما تكن قيمته. والمثل السائر يقول: (الحلاقة بالفاس، ولا الحاجة إلى الناس)».
من صفحة 62: «لا ترحم الذين لا يرحمونك. ولو رحم الأغنياء الفقراء لما كان في الأرض فقير». جذبني طرحه وتسلسله وقادني إلى التفكير باقتناء كل مؤلفاته الأخرى, ولا تنحصر فقط في القصص, بل متنوعة ما بين قصص وشعر وغيرها.