عبدالعزيز بن سعود المتعب
قلّة من الشعراء من جمعوا بين الجزالة في السبك والرقة الآسرة والعذوبة المتناهية في جمال المعنى -كما ينبغي- حتى يبدو لك للوهلة الأولى وأنت تتنقّل بذائقتك منبهرا في الرابطة العضوية للقصيدة بين بيت وآخر بأن عينيك تُغَازل جمال عقد ألماس فريد في انسيابية تكوينه، فيتبادر إلى ذهنك أن الشاعر يرسم بريشته الفنية لوحة شعره الساحرة مُجسِّداً فن الشعر الذي يأخذك عاليا في تجلّ يليق بإحساس مرهف يبحث عن الشيء المختلف في كل زمان.. وكان من ذلك قصيدة شاعر الإبداع والأصالة والنبل الأمير خالد الفيصل التي اختزلت في تكوينها ما يتماهى مع مقولة الصمت في حرم الجمال جمال:
هب نسناس الهواء لي من شمال
حاملٍ ريح الخزامى والنفل
من فياضٍ طيبها يلعب دلال
لي لمح ظلّه مع النشوة جفل
يذبح العشاق صعّاب المنال
كم شطيرٍ بالقناصه قد قتل
مثل شمس العيد فضّاح الجمال
كل نجمٍ لاظهر نوره أفل
خصني بمواجه السحر الحلال
وأشهد إن السحر في قلبي نزل
ضاريٍ بمقابل فحول الرجال
وارتعش قلبي من الفتنه خجل
قلت راح العمر من دون الوصال
قال لو حاولت يالقاطع حصل
قلت لوني طامعٍ لو بالخيال
كان بدّلت التوجّد بالأمل
يا ندى الغيمه على ورود الجبال
يا عبير زهور ريضان السهل
اجتمع حسن الحيا بك والدلال
ما تبدّل بك من العالم بدل
- وقفة:
من قصائدي القديمة:
الشوق زاد ولا بقى للصبر دور
إمّا تجي وإلاّ ترى جيت ناصيك
يكفينا ماشفنا من الوقت من جور
نبي نرد أيامنا الحالمه ذيك
من قبل قولت مات خلّك ومأجور
واللّي بقبره راح ما عاد يمديك
كسرٍ بقلبي بس بيديك مجبور
والعمر مرّه جعل ربي يخلّيك