إيمان الدبيّان
بلا مقدمة كتابات أدبية سأتناول مباشرة أهم المواضيع الوطنية، وأبرزها موضوع المواطن والميزانية السعودية، تلك الميزانية القياسية بما تحمله من أرقام فلكية في ظل جائحة عالمية، استطاعت الحكومة أن تصمد أمامها كصمود نجد العذية، وجبال السروات العلية، فكانت هذه الميزانية في مصلحة الوطن والمواطن على مدار سنوات مستقبلية.
تسعون ملياراً فائضاً، وتسعمائة وخمسة وخمسون ملياراً نفقاتٍ، وأكثر من مليار ريال إيرادات، وفي كل هذه الأرقام المالية المحور الأساسي فيها المواطن من جميع الجوانب: التعليمية، والصحية، والأمنية، والدفاعية، والاقتصادية، والمهنية وغيرها من جوانب أخرى تعمل الحكومة السعودية على تهيئتها للمواطن حاضراً ومستقبلاً بحكمة وخبرة، وتجربة وحنكة، كان لها -بعد الله- الفضل في توفير فائض قياسي، محققاً مستهدفات استراتيجية رُسِمت وخُطِّطت ونُفِّذت على القطاعات والأفراد، من خلال سياسات عدة، فصارت هذه الميزانية المثمرة خيراً ومستقبلاً اقتصادياً واعداً.
نعم مهم جداً في ميزانية أي دولة وجود فائض؛ ولكن الأهم هو مسارات هذا الفائض، والتي أعلن أنها ستكون في أربعة مسارات تقريباً هي: صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق التنمية الوطنية، ودعم الاحتياطات، وخفض الدين العام؛ لتتحقق الاستدامة، وتخلق فرص عمل أكثر، وجودة حياة أكبر.
الاستثمار في الفائض بشكل خاص، والاستثمار المالي بشكل عام لا يمكن تحقيقه في يوم وليلة، فهو يحتاج إلى وقت متوسط وربما طويل، ويستحيل النجاح فيه إن لم يكن هناك صبر وتضحية ببعض الكماليات، ومواجهة الكثير من التحديات، وتجاوز العديد من الصعوبات؛ لتتحقق المستهدفات التي بدأنا نعيش بعضاً منها اليوم، وحتماً -بإذن الله- سيعيش معظمها أبناؤنا وأجيالنا في المستقبل.
محاربة فساد، رسم أهداف، تطبيق استراتيجيات، كلها بحكمة خادم الحرمين الشريفين وعراب الرؤية سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، مما جعلنا نواجه غلاء معيشة عالمية وليست محلية بقوة اقتصادية تُنازِل التحديات العالمية بثبات وصلابة.
ميزانية قياسية ليست بأرقامها فقط وإنما بمستهدفاتها، بمخرجاتها، بمستحدثاتها المستقبلية، بمعطياتها الحالية، وبما تحمله من حقائق لمسناها، عشناها، فكانت للوطن والمواطن درعاً أمنياً، وصحياً، وتعليمياً، واقتصادياً حصيناً ضد متقلبات دولية، وجوائح عالمية كنا عرضة لها؛ ولكننا سلمنا غالباً منها.
المواطن الواعي الذي يقرأ ويسمع إقرار الميزانية السعودية 2022 هو الذي له دور محوري في تقدم ونمو اقتصادنا، وهو الذي يدرك كل ما تعمله الدولة، وما تقدمه الحكومة وما ينتظر مستقبله، وما ينعم به واقعه من استثمارات محلية وأجنبية، وشراكات ومبادرات نوعية، تدور كلها في جعل المملكة العربية السعودية في مقدمة المراكز العالمية محققة الريادة الدولية.
أهنئ دولتي، وولاة أمري، وأبناء وطني على هذا الإنجاز العظيم في وقت يعيش العالم من المحن ما الله به عليم، ميزونا فتميزنا بهم ومعهم.