عبدالله العمري
لا أعلم سر حالة الغضب الكبيرة التي أصابت البعض بعد مشاركة منتخبنا السعودي بالفريق الأولمبي المطعم ببعض لاعبي المنتخب الأول في بطولة كأس العرب المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة وعدم تقديمهم المستوى المأمول منهم وخروجهم من دوري المجموعات.
حالة غضب أعتقد لا مبرر لها أبداً لأسباب كثيرة لعل من أهمها هو أن الهدف الأساسي والرئيس لاتحاد كرة القدم لدينا هو الوصول إلى مونديال الدوحة 2022 وهي خطوة أصبحنا على مقربة منها بإذن الله، فمنتخبنا يتصدر مجموعته النارية والقوية بكل جدارة حتى الآن.
ومع احترامي لجميع الآراء الغاضبة من المشاركة السعودية الضعيفة في بطولة كأس العرب إلا أن الوجود في المونديال العالمي أهم بكثير من تحقيق لقب بطولة كأس العرب التي سبق وأن حققها الأخضر السعودي من قبل. فشرف الوصول للمونديال جميع المنتخبات في كافة القارات تبحث عنه وتسعى إليه وهو الخيار الأول لأي منتخب في العالم.
ومدرب الأخضر السعودي هيرفي رينارد كان واضحاً وشفافاً إلى أبعد حد مع الشارع الرياضي السعودي، بعد أن عقد مؤتمراً صحفياً قبل انطلاق البطولة وأوضح الكثير من الأسباب التي جعلته يشرك المنتخب الأولمبي في هذه البطولة ومن أهمها وأبرزها أنه لا يريد أن يرهق لاعبي منتخبنا الأول فتصفيات كأس العالم دخلت مراحلها الحاسمة والمهمة ولا يوجد مجال للتضحية بأي عنصر من عناصر المنتخب الأساسيين والزج بهم في بطولة العرب.
لذا المشاركة بالمنتخب الأولمبي كان هو الخيار الصح ولم تكن مفاجأة للشارع الرياضي السعودي بل كان مخططاً ومرتب لها من قبل المسئولين عن الكرة السعودية.
ويكفينا من المشاركة أننا كسبنا العديد من الوجوه الشابة أمثال محمد القحطاني وعبدالله رديف وحامد الغامدي وهيثم عسيري وهي أسماء صغيرة سيكون لهم مستقبل كبير في قادم الأيام بإذن الله، كما تم منح الفرصة لبعض الأسماء كمتعب الحربي والحارس زيد البواردي وعبدالله الحمدان وغيرهم وهي تجربة ثرية جداً لجميع اللاعبين الذين شاركوا وستفيدهم في المستقبل. وأكاد أجزم لو قدر وشاركنا بالمنتخب السعودي الأول وحققنا لقب البطولة، لكن بعدها خسرنا لا سمح الله شرف الوصول للمونديال، لوجدت نفس هذه الأسماء الإعلامية التي وجهت سهامها لرينارد تلومه على المشاركة في بطولة العرب بالعناصر الأساسية مما حرمنا فرصة المشاركة في المونديال. مشكلة بعض الإعلاميين لدينا يسعى دائماً لطرح بعض آرائهم المبنية على العاطفة أكثر من العقل والمنطق أو يذهب لطرح بعض الآراء الحادة جداً من أجل تسجيل حضور ولفت نظر المتابعين ليس أكثر.