م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. المسودة مصطلح يعني النسخة الأولى للعمل الإبداعي.. التي ربما لم تدقق أو تُرَاجع.. أو في انتظار الملاحظات عليها قبل تجهيزها للطباعة وإصدارها بشكلها النهائي.. المسودة قد تكون جزءاً أو فصلاً من عمل لتحديد نسق العمل واتجاهه.. وقد تكون عملاً مكتوباً من بدايته حتى نهايته.. المهم في المسودة أن تكون وحدة مكتملة.. كأن تكون مقالة أو باباً في كتاب أو مدخلاً أو مقدمة أو حتى كتاباً كاملاً.
2. هناك من الكُتَّاب من يرى أن الكتابة نحت لا بد لها من مسودة أولى وثانية وثالثة.. مما يعني أنه لا بد من كتابة العمل ومن ثم مراجعته وتنقيحه أكثر من مرة.. المهم ألا يخرج العمل الإبداعي إلى القارئ إلا وقد استكمل كل حالات المراجعة شاملة التدقيق اللغوي والصياغي والفكري أيضاً.
3. هناك كُتَّاب لا يطيقون المراجعة ولذلك يوصفون بأنهم أصحاب المسودة الواحدة.. وبعضهم يبالغ في ردة فعله تجاه من يراجع مسودات ما كتب.. ويصف ذلك بأن مراجعة العمل على شكل مسودة عمل غير أخلاقي.. لأنه ببساطة يحرم القارئ من فرصة الاطلاع على خلاصة ما يجول في عقل الكاتب بلا تزويق أو غايات مصلحية.
4. يقابل أصحاب المسودة الواحدة هؤلاء الذين يكتبون بسرعة كبيرة ثم ينحتون ببطء شديد.. ويقول أحدهم إن مراجعة مسودات كتبه تستغرق منه مدة أطول من كتابتها.
5. يرى معظم الكتاب أن المسودة الأولى تضع العمل الإبداعي ضمن سياقه.. والمسودة الثانية تركز وتطور النص وتجعلهم يمعنون التفكير والتدقيق.. أما المسودة الثالثة فهي تسمح لهم باستبعاد معظم الحشو الفارغ.. وتقديم العمل للقارئ بشكله النهائي حسب قناعة المؤلف.
6. الحقيقة أن المسودة الأولى لأي عمل هي التي تدرك من خلالها هل لديك عمل جيد يجب متابعته وتطويره وتحسينه.. أو عمل يجب ركنه في الأدراج أو حتى إتلافه.. إذا كان العمل مقنعاً للمؤلف فهو يبدأ بحماس بإجراء التحسينات التي تطور من العمل.. مثل إضافة فكرة ما أو تعزيزها أو إعادة تشكيلها.. ومهما حاول البعض نفي ذلك فإن المسودة الأولى لا بد أن تكون فيها ثغرات يجب سدها أو عيوب يجب تصحيحها.. فالعمل الإبداعي بناء معماري له هيكل يقوم عليه وواجهة تقدمه وأثاث يزينه وصور تجمله.. وإلا فلا يعد عملاً إبداعياً.