علي الخزيم
محاربة ومكافحة الفساد؛ كلمتان تتجهان لطرق ووسائل ومراحل القضاء على ما ينشأ من حالات فساد عام داخل الدولة والمجتمع يؤثر في حياة الفرد والجماعة ويخل بتحقيق العدالة وتساوي الفرص للجميع، كافح: من كَفَحَ؛ وكافح الفسادَ: حاول إزالته والقضاء عليه، فالعمليات التي تتم ضد الفاسدين المفسدين والقبض عليهم تندرج ضمن مفهوم (الحرب على الفساد) فهي إجراءات وقتية لوقف جريمة او عملية فساد تم اكتشافها والإبلاغ عنها، ولكنّ هناك عملاً آخر مستمراً للقضاء على الفساد وهي ما يعرف بجهود (مكافحة الفساد) لمنع تكرار عمليات فساد أخرى، وتكون بصور متعددة: دينية، اجتماعية، تربوية، تثقيفية؛ لنصل الى جعل حياة المجتمع هانئة مطمئنة جميلة، وفي مملكة (العزم والحزم والإنسانية) يتم التعامل مع جرائم الفساد بتدابير (وقائية وعلاجية) ضمن اختصاص هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) من خلال الجانب الوقائي المتمثل بقطاع حماية النزاهة بالهيئة، والجانب العلاجي المتمثل بقطاع مكافحة الفساد بذات الهيئة، وبالتعاون البناء المثمر مع الجهات الحكومية.
ومناسبة الحديث هو أن العالم قد احتفل في التاسع من ديسمبر الجاري باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يعد مناسبة سنوية مهمة لتأكيد رفض مثل هذه الجرائم بكافة أشكالها وصورها ومستوياتها لا سيما تلك التي تمس اقتصادات المجتمعات وتتأثر بها الدول النامية بشكل خاص وتعيق تنميتها، وقد ظهرت فكرة الأيام والأسابيع الدولية قبل الأمم المتحدة لكنها ساندتها واتخذتها كأداة لتحفيز الجماهير وتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية قضايا تمس مصالحهم ومستقبلهم ولحشد الجهود السياسية والموارد الممكنة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفاء بالإنجازات الإنسانية لتقوية التفاعل معها وتعزيزها، ونفتخر هنا في المملكة بالإنجازات المتحققة بهذا المجال الحيوي باطار من الإصلاحات الجوهرية الباهرة التي تعيشها بلادنا في كل المجالات ومنها حماية النزاهة ومكافحة الفساد بتوجيه كريم من قائد النهضة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة سمو ولي عهده الكريم حفظهم الله، إضافة لمصادقة المملكة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد 2002 والإعلان عن الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد 2007 التي اكتملت بموافقة مجلس الوزراء على تنظيم هيئة مكافحة الفساد 2011 حيث تشهد جهود مكافحة الفساد بالمملكة تقدماً ظاهراً يحيط بآثاره ومخاطره على المجتمع، وقد بذلت المملكة بكافة أجهزتها جهوداً كبيرة لمحاربة ومكافحة الفساد، فمنذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- مقاليد الحكم تم تطبيق إجراءات وتدابير تنظيمية صارمة فاعلة لردع ومعاقبة الفاسدين أكسبت المملكة احترام دول العالم والمؤسسات والمراكز الدولية المعنية بمكافحة الفساد، لا سيما بعد تشكيل اللجنة العليا برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد عام 2017 لحصر المخالفات والجرائم والكيانات المتعلقة بقضايا الفساد بالبلاد واتخاذ ما يلزم بشأنها، وقد توالت النتائج المبهرة وغير المسبوقة بمجال مكافحة الفساد بالمملكة وهو ما كان وما زال محل إشادة المجتمعات والدوائر العالمية بكل المستويات، فعلينا أن نكون سنداً قوياً للقيادة الرشيدة والجهات المختصة بأداء الأدوار المطلوبة منا للعمل الجاد لمحو الفساد، فهيا بنا نُطبِّق شعار اليوم العالمي: (احفظوا حقوقكم واضطلعوا بأدواركم وقولوا لا للفساد).