إبراهيم بن سعد الماجد
في مستهل إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ميزانية الدولة لعام 1444 هـ 2022م، أكد على أن المواطن السعودي مستهدف أساسي للتنمية (سنواصل العمل بكل ما لدينا من موارد وطاقات وفي مقدمتها المواطن السعودي لتحقيق أهدافنا مستعينين بالله عز وجل ومتوكلين عليه).
عندما يعتبر قائد البلاد - المواطن - إحدى الطاقات التي من خلالها تحقق الدولة أهدافها، فهذا يعني أن التحدي تجاوز الماديات إلى الإنسان ذاته، مما يعني أن الاستثمار في الطاقات البشرية أصبح مستهدفًا أساسيًا لدى المخطط، والجهات ذات العلاقة، التي تضع معايير النجاح والنمو والاستدامة لوطنٍ أكثر ازدهارًا.
ويؤكد خادم الحرمين على الاستمرار في المبادرات والاصلاحات الاقتصادية المختلفة.
(إننا عازمون -بعون الله- على الاستمرار في تنفيذ المبادرات والإصلاحات الاقتصادية، لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، والتحسين المستمر في جودة الحياة، والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، ورفع مستوى شفافية وكفاءة وجودة الإنفاق الحكومي؛ لتعزيز معدلات النمو والتنمية، وتطوير المرافق والخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين، وتطوير البيئة التعليمية، ودعم خطط الإسكان).
ولعل المتابع للأوضاع الاقتصادية العالمية يلحظ بطء في عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل جائحة كورونا، لكننا في المملكة بفضل الله ثم بهذه الخطط الاستباقية حققنا نموًا غير مسبوق، ولعل ما تحقق في هذه الميزانية من فائض بلغ 90 مليار ريال يؤكد على أن الخطط التي وضِعت آتت ثمارها، مما سيحقق للمواطن بإذن الله الكثير من الرفاه، وللوطن الكثير من النمو.
90 ملياراً فائضاً، بكل القراءات يعد رقمًا مهمًا، بل ويعد مؤشرًا على متانة اقتصادنا، ونجاح خططنا.
تلك الخطط التي جاءت في بعضها كما قال سمو ولي العهد في لقاء سابق مؤلمة، لكنها كانت ضرورية من أجل أن لا تمس حياة المواطن ولقمة عيشه، وهي لا شك مؤقتة كما أكد ذلك سموه، فمع انقشاع الدواعي ستعود الأمور أكثر مما كانت عليه رفاهاً ورخاءً واستقراراً.
ماذا يعني فائض الميزانية؟ يعني أن الإنفاق يتم في أوجهه الصحيحة التي تتسم بالشفافية والوضوح، ويعني أن تنوع مصادر الدخل حقق أكبر مما هو متوقع في وقت وجيز.