لقد ذكر الزنجبيل في القرآن كشراب خاص لأهل الجنة ومميز لهم قال الله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا}.
تركيب الزنجبيل ووظائفه:
1 - الجنجرول في الزنجبيل: له قدره عظيمة على تثبيط إنزيم البروستا غلاندين سنثيتاز وهو الإنزيم الذي يساهم في تركيب مركبات البروستا غلاندينات التي تؤدي إلى زيادة الالتهاب بالجسم وإلى زيادة تكدس الصفيحات الدموية لهذا فالجنجرول له تأثير عظيم مضاد للالتهاب ولاسيما التهابات المفاصل كالروماتيزوم والنقرس وأيضاً مضاد لتخثر الدم ويساعد على إسالة الدم وتميعه ومن ثم تقليل نسبة الإصابة بالاحتشاءات القلبية والمخية القاتلة والشديدة.
2 - شوغول SHOGUOL 6 يعمل على تحريض إفراز الصفراء فينشط الكبد وينشط هضم الدهون فيستحسن شربه بعد أكلة دسمة خاصة بعد العصر وقبل المغرب فيسهل الهضم ولهذا أيضاً ينصح بأخذه في حالات ضعف وظائف الكبد.
3 - C2O-DIAL هذه المادة في الزنجبيل لها القدرة على منع اصطناع الكولسترول فهي تثبط إنزيم HMG - COAREDUCTASE وهذا الإنزيم هو أحد الإنزيمات الضرورية في مسار اصطناع الكولسترول وبالتالي فهو يمنع تصلب الشرايين.
4 - مادة سيس كويتربين الهيدروكربونية SESQUITERPENE HYDROCARBONE هذه المادة في الزنجبيل اكتشف أن لها تأثيراً مضاداً للقرحة المعدية فينصح باستخدامه بعد أسبوع أو أسبوعين من بداية العلاج بمواد أخرى حيث بعد تحسن القرحة وأعراضها تقوم بإدخال الزنجبيل المخفف إلى المريض فنحصل بذلك على نتائج مذهلة.
وقد ثبت قدرة الزنجبيل العالية على قتل جرثومة المعدة المعروفة باسم HELICOBACTER PYLORI فهذه الجرثومة المنتشرة بين الناس بأكثر من 90 % التي يرافقها نقص فيتامين بـ12 عادةً ينصح بتناول الزنجبيل وزيت الزيتون والخل بشكل يومي لقتل الجرثومة الحلزونية المسببة للالتهابات والقرحات والسرطانات كما نحافظ على مستوى B12 الذي يعتبر نقصه منهكاً لكل جزء من أجزاء الجسم.
5 - مواد مضادة للبكتريا والفطريات والفيروسات:
فهو مطهر موضعي وقاتل لكثير من الجراثيم والبكتيريا وذلك من خلال ما يقدمه من توازن في بكتيريا الأمعاء وما يعيد لها من توازن وهو له تأثير عظيم مضاد للفيروسات بما فيها فيروسات البرد ويساعد في الوقاية من هجمات الربو والالتهابات في الجيوب.
6 - ألياف اللغنين وقليل من السليلوز فهذه تساعد في منع الإمساك والشق الشرجي والبواسير وسرطان القولون وذلك بما تحدثه من تأثير ملطف وملين على القولون.
7 - الكبريت: يدخل الكبريت في تركيب مادة الكيراتين الضروري لسلامة الأظافر والشعر وجلد وقرنية العين لهذا فالزنجبيل بغناه بعنصر الكبريت يعتبر سفير الجمال في الجسم لأن الكبريت مسؤول عن أظافر قوية وشعر لماع حريري وعن جلد ناعم نضر جميل نقي صافٍ.
والكبريت أيضاً من العناصر المهمة التي تحث على إنتاج النطف عند الرجال والبويضة عند المرأة وهو بالتالي من العناصر الضرورية لتحسين الخصوبة.
6 - البوتاسيوم: البوتاسيوم يدعم الجهاز الهيكلي العضلي فهو من العناصر الأساسية التي تعتمد عليها العضلة في عملها وهو يزيد من فعالية الوظائف الحيوية في الجسم ويساعد في طرح الفضلات من خلال القولون ومن خلال الكلية ويلعب دوراً في إنقاص الألم في التهابات العصبية ويزيد من قلوية الدم والأنسجة مانعاً بذلك تراكم الحموضة الزائدة التي تؤدي إلى كل الأمراض السيئة في الجسم بما فيها الأمراض الالتهابية والسرطانات.
والبوتاسيوم أيضاً يمنح الجسم أليافاً عصبية سليمة فنقصه يؤثر على الناحية العقلية العاطفية النفسية عند الإنسان.
لهذا فالزنجبيل بما يحوي من عنصري البوتاسيوم والكبريت وما يحدث نقصهما من تأثير كبير على الناحية النفسية السلوكية والعقلية عند الإنسان فضلاً عن تأثير نقصمها على النواحي الجسمية لذا جعل الله الزنجبيل شراب أهل الجنة ومتعة لهم وذلك لزيادة الاستقرار النفسي والعاطفي والعقلي.
9 - الزنجبيل غني بالنشا وحمض الخليك الموجود في الخل وهو أيضاً له فوائد جمة وعظيمة.
10 - يعتبر الزنجبيل دواءً سحرياً مضاداً للإقياءات بأنواعه كافة حتى عند الحوامل ويعتبر علاجاً لدوار البحر وهو أفضل مضاد للتأثيرات الجانبية بعد العمليات الجراحية حيث يخفف لديهم أعراض الغثيان والإقياء لكن يبادر إلى الذهن سؤال عن مدى سلامته ولاسيما بالكميات الكبيرة والإجابة أنه لا يمكن أن يكون ساماً حتى مع الجرعات الكبيرة منه فقد وضع الزنجبيل ضمن الأدوية الآمنة جداً كما أقرت بهذا هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA).
أما بالنسبة للحوامل فقد كانت الاعتقادات السابقة تفضل عدم إعطاء الزنجبيل للحوامل لأنه مجهض ولكن منظمة الأغذية والأدوية (FDA) أثبتت أن الزنجبيل من المواد الآمنة وهو من الأدوية التي تساعد الحامل كمضاد عظيم للغثيان والإقياءات الحملية ويخفف من تأثير الوحام عند الحامل.
طريقة صنع شراب الزنجبيل: يشرب ممزوجاً مع ماء عين ويفضل نقعه في الماء البارد أو الفاتر لمدة 12 ساعة أي يبدأ النقع مع صلاة الفجر وينتهي قبل المغرب أو لمدة 24 ساعة كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شرب ما ينتبذ إذهان ينتبذه أقل الانتباذ 12 ساعة وأكثره 48 ساعة. وكان -صلى الله عليه وسلم- يوصينا دائماً بأن نغطي الإناء ونوكئ السقاء بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «غطوا الإناء وأوكئوا السقاء». وقد أثبت العلم أن ترك الزنجبيل أو غيره من النباتات العطرية التي تحتوي على زيوت عطرية طيارة تركها منقوعة ومكشوفة يؤدي إلى فقدانها الزيوت العطرية وبالتالي فإن تغطية الإناء خلال فترة النقع يمنع تطاير الزيوت العطرية.
** **
- أخصائية أمراض الباطنية