العقيد م. محمد بن فراج الشهري
دون أدنى شك أن دول الخليج العربي بحاجة ماسة وملحة وقصوى للتقارب والتآلف والتآخي، والترابط أكثر من أي وقت مضى « الأمس لم يعد كما هو الحال اليوم هنالك مستجدات سياسية، ودولية، وأمور تتطلب أن يكون أبناء الخليج يداً واحدة حتى لا تتاح الفرصة لمشرعي الفتن، والتشرذم بالدخول والاقتراب من الصف الخليجي ومن وحدته... من هنا جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد التي ترتكز أساساً على تعزيز التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الست في جميع المجالات، والتي كان من أبرز الموضوعات في جدول أعمال زيارات ولي العهد (التعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته، وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما شملت هذه الزيارات التأكيد على مبادئ حسن الجوار، واحترام القرارات الأممية، والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار إضافة إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) ومعالجة المعاناة الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني وهمجية الحوثي وكبح جماح تهوره.. وكذلك التطورات على الساحة العراقية في ضوء نتائج الانتخابات النيابة الأخيرة والوضع في سوريا، وليبيا، ومستجدات القضية الفلسطينية وفيما يخص دول مجلس التعاون الخليجي التأكيد على ما تم في القمة القادمة الخليجية التي عقدت في مدينة (العُلا) وتفعيل كل ما تم الاتفاق عليه في تلك القمة إضافة إلى التهيئة للقمة وتسهيل كل السبل التي من شأنها توحيد الصف الخليجي وزيادة ربطه وارتباطه بمحيطه الخليجي قبل أي أمر آخر، كما أن هذه الزيارة أفضت إلى العديد من الاتفاقيات الجديدة، والتأمين على ما تم الاتفاق عليه سابقاً بين المملكة وكافة دول الخليج العربي ورفع وتيرة التعاون ومنها الأمن، والدفاع، والاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والاتصالات بين دول المجلس الست. وكما شهدت هذه الزيارة افتتاح منفذ حدودي بري مباشر بين المملكة وسلطنة عمان، وهو منفذ الربع الخالي، كما تم التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم مع كافة الدول الست وكل ذلك امتداداً لما تم الاتفاق عليه سابقاً وترسيخ مؤكد للعلاقات الخليجية التي كانت الهدف الرئيس لزيارة ولي العهد الميمونة، كما أنها تسبق موعد انعقادالقمة الخليجية الثانية والأربعين المقررة في الرياض يوم الرابع عشر من شهر ديسمبر كانون الأول الجاري، التي ستجدد التأكيد على ضرورة أن تشتمل أي عملية تفاوضية مع إيران معالجة سلوك طهران المزعزع لأمن واستقرار المنطقة، إلى جانب بحث الخطوات التي تم إنجازها على صعيد تعزيز التعاون الأمني، والعسكري بين دول المجلس وهذه الزيارات التي قام بها سموه قبل المؤتمر أتت في الوقت المناسب وهي ضربة معلم لتحقيق أقصى التطلعات للشعوب الخليجية وزيادة تأصيلها وتواصلها وارتباطها وعدم إتاحة الفرصة لأي تربص من أي كائن كان بالمساس بالأمن الخليجي والعمل يداً يبد والسعي الحثيث لتقريب وجهات النظر فيما يتم الاختلاف عليه حتى يصبح مؤتلفاً ومفهوماً ومقبولاً ومجارات الأحداث الدولية والتعامل معها بكل فطنة وتعقل وهذا ما هدفت له الزيارة الميمونة لأن المملكة هي القائدة الرائدة للدول الست وهي صاحبة المكانة الرفيعة والقوية بين دول العالم وهي قلب العالم الإسلامي والعربي وعليها تعقد الآمال في كثير من الأمور وولي العهد يقوم بكل ما يلزم لهذا الأمر بكل كفاءة واقتدار في ظل سياسة سعودية متزنة، وراشدة، ومتمكنة تسير بهدوء ودون ضجيج، والآمال نراها تتحقق سريعا في كل شبر من الوطن وتقارب الدول الخليجية هدف سامٍ نتمنى أن يدوم ويبقى ويتطور وألا تشوبه شائبة حتى تتحقق أمنيات المواطن الخليجي في ظل الأمن والاستقرار، والنماء، والحرص على عدم العمل المنفرد ولنكن كما قال الشاعر الملهب:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
ختاماً نقول شكراً يا ولي العهد على كل ما تبذله من جهود عظيمة في ظل قيادة مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوجيهاته وحكمته وحنكته وإلى المزيد من الخير والعطاء.