يعقوب المطير
بلا أدنى شك أن إقامة بطولة كأس العرب الحالية في قطر تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بحد ذاته يعد إنجازًا للقائمين على البطولة العربية والاتحاد العربي لكرة القدم واللجنة المنظمة، وخطوة للأمام في تنظيم البطولات العربية. ومن خلال تجربة شخصية لمستها أثناء تواجدي في دولة قطر، فالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» مسؤول عن تنظيم البطولة بكل التفاصيل من حيث النقل التلفزيوني وبيع حقوق البث، وكذلك بيع الحقوق التجارية على الرعاة. وهذا يضيف عوائد مالية للبطولة، وكذلك الإشراف على لجنة الحكام وإحضار حكام نخبة من قبل الفيفا، وكذلك تنظيم المباريات والملاعب الرياضية التي تقام عليها مباريات البطولة وكذلك ملاعب التدريب المستوفية لشروط ومواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكذلك تنظيم توقيت المباريات والمؤتمرات الصحفية أيضاً كانت تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم. وأثناء التنقل بين أقسام البطولة وجدت قسمًا مخصصًا لتسليم تذاكر المباراة «Fan ID» على المشجعين، وهي بمثابة تذاكر المباريات بحيث تسجل بها بيانات المشجع والمباريات المراد حضورها، بطريقة رقمية جديدة وتفاعلية دون الحصول على تذاكر ورقية تقليدية للحد من السوق السوداء، وأيضًا تذاكر مباريات البطولة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم ويمكن من خلال الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم من شراء التذاكر أو إعادة بيع التذاكر للأشخاص الذين لا يتمكنون من الحضور لظروفهم الشخصية، كما أن تجربة المنطقة المختلطة «المكس زون» بطريقة عالمية مبتكرة رأيتها في مباريات بطولة كأس العرب بأن يتم مرور كل اللاعبين والأجهزة الفنية من خلال هذه المنطقة قبل الدخول إلى غرفة الملابس بعد نهاية المباراة، وكذلك المركز الإعلامي الرئيسي في منطقة «اسباير زون» الذي يتميز بحجمه الكبير وإمكانياته الضخمة تفاجأت بأنه أيضاً تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما تواجد فريق المتطوعين بعدد يتجاوز «5000» شخص من جنسيات مختلفة وبمختلف اللغات أيضًا تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم لمساعدة المشجعين والزوار بكل الاستفسارات وتقديم خدمات مجتمعية، وكذلك الفعاليات المصاحبة لمباريات البطولة قبل المباراة أو بعدها لهدف الترفيه للمشجعين وزوار البطولة أيضًا تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما أن أسعار المشروبات والمأكولات أيضًا فهي أسعار موحدة من قبل الاتحاد الدوي لكرة القدم للحد من التلاعب والغش واستغلال التجار.
فتخيل عزيزي القارئ أن تواجد الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بكل التفاصيل الدقيقة في التنظيم جعلت البطولة ناجحة بكل المقاييس، وهذا يسجل للجنة المنظمة بتسليم ملف كأس العرب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم للإشراف على البطولة، كما أن دولة قطر نجحت أيضًا في ملف تنظيم بطولة كأس العرب بامتلاكها للبنية التحتية الرياضية والإمكانات الهائلة لتنظيم الأحداث الرياضية ساعدت الاتحاد الدولي لكرة القدم من ملاعب ومواصلات ونقل ومنشآت رياضية وغير رياضية، بحيث جعلت بطولة كأس العرب أفضل تجربة وبروفة لتنظيم كأس العالم في العام المقبل في قطر، إذ سعدت بتواجد سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في استاد لوسيل في دولة قطر، وهو الملعب المونديالي الذي سوف يستضيف نهائي كأس العالم القادمة، أثناء زيارته إلى دولة قطر الأسبوع الماضي، وكان سموه متواجدًا بمعية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وقد تم الاستماع إلى شرح تفصيلي عن مواصفات ومميزات الملعب الأضخم في البطولة العالمية القادمة من قبل المهندس ياسر الجمال رئيس مكتب العمليات ونائب رئيس المكتب الفني باللجنة العليا للإرث والمشاريع، وهو من أبرز الشخصيات القطرية التي برز اسمها مؤخراً على الساحة الرياضية وقدرتها في التنظيم للأحداث الرياضية، وهذه أبرز الفوائد التي استفادت منها دولة قطر من استضافة الأحداث الرياضية العالمية بالحصول على مخرجات وكفاءات وطنية في قطاع الرياضة والإدارة الرياضية والبنية التحتية والإرث والمشاريع.
فالسؤال الذي يطرح نفسه للمناقشة: هل سوف تتكرر تجربة الفيفا في البطولات العربية القادمة؟ أم سوف يتم الاكتفاء بهذه البطولة التي نجحت قبل إقامتها لأول مرة؟