د.عبدالعزيز الجار الله
جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دول الخليج العربي هي من السياسات التي تنتهجها المملكة في تمتين وتقوية الروابط الخليجية والعربية وتقويتها مع العالم الإسلامي والدول الصديقة، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عمل ولزمن طويل في تقوية الروابط للمنطقة الخليجية والعربية والدول الإسلامية ونجح في معالجة الأزمات التي كانت تمر بالدول الصديقة بدافع مسؤوليات المملكة كدولة مركزية في الشرق الأوسط، كما أن المملكة تحولت إلى بيت الكبير للعديد من الدول التي كانت تمر بها الأزمات، لذا كانت مبادرة سمو ولي العهد امتدادا لمبادرات سابقة قام بها سموه لتجنيب منطقة الخليج من الانزلاقات في دوامة الكوارث، ومنها المواجهات في مياه الخليج العربي ما بين القوى الدولية، واستفزازات إيران ومحاولتها إحداث مصادمات لتعطيل الملاحة البحرية، وكسر طوق العقوبات الدولية.
جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاءت في هذا التوقيت لسد ثغرات حاول خصوم الخليج العربي الدخول من خلالها لكسر ثوابت البناء الخليجي وهذه الثوابت هي:
- العروبة والدم.
- الجوار الجغرافي.
- التاريخ المشترك.
- العروبة والدم، دول الخليج العربي عاشت في إطار اجتماعي واحد لقبائل وشعوب عربية ضاربة جذورها بالتاريخ والأرض والسكان يجمعها الدم العربي، وفي هذه الأرض الجزيرة العربية من مياه البحر الأحمر إلى مياه الخليج العربي عاش السكان العرب مدافعين عن ديارهم ضد الفرس شرق الخليج العربي، ودولة الأحباش غرب البحر الأحمر على أطراف شرقي إفريقيا، ومن الشمال في حوض البحر الأبيض المتوسط وبلاد الشام جحافل بيزنطة الروم.
- الجوار الجغرافي، عاشت الجزيرة العربية بجميع دولها أقاليم جغرافية واحدة محصورة من الغرب إلى الشرق ما بين البحر الأحمر والخليج العربي، من الشمال إلى الجنوب ما بين بحر العرب وجبال عمان واليمن ورمال الربع الخالي جنوبا، حتى صحارى العراق وبادية الشام شمالا دون فواصل جغرافية.
- التاريخ المشترك السياسي والاجتماعي والثقافي، فقد عرفت الجزيرة العربية نظام الممالك العربية القديمة أو القبائل المستقرة والدويلات المتجاورة والمدن المسورة قبل 2000 سنة قبل الميلاد وربما قبل هذا التاريخ زمن الألف الرابع، وتم تطوير هذا النظام السياسي حتى التاريخ المعاصر والذي استقرت على دوله الحالية، في تاريخ سياسي مشترك واحد.