إيمان الدبيّان
سؤال قليل الكلمات، موجز المفردات، عظيم الغايات، فلا تستعجل الإجابة، وتمعن قبل الرد والكتابة، وهاك السؤال يا قارئ هذا المقال، وبعده سأشرح مفهومه بما يناسب الحال:
هل تحب وطنك؟
قبل الجواب من المهم معرفة معنى الانتماء للوطن بوضوح وإسهاب فالانتماء هو الانتساب والشعور بحالة وجدانية تجاه الوطن فعلاً لا قولاً وعملاً لا لفظاً.
المواطنة وحب الوطن ليست شعارات مرفوعة ولا هتافات مسموعة؛ فحبه تضحية وإخلاص، دفاع بالقلم والرصاص.
حب الوطن يكون بالنزاهة المالية والإدارية بتطبيق القواعد والأنظمة الوطنية، فيكون المواطن هو الحارس الأول على ثروات وطنه ومقدراته المادية والبشرية لا يقبل التجاوزات الهادمة ولا التحايلات الصادمة، إن رأى تجاوزاً وإن كان صغيراً أبلغ عنه حتى لا يكون كبيراً.
إن كنت تحب وطنك فلا تسمح لمخالف بيننا يقيم، ولا تساعد على تستر ذميم، تنشر الوعي بالتطور والتغيير، ولا تعتم الفكر بالتخلف المتطرف والتحوير.
حب الوطن هو حب الحياة بإعمارها، ونمائها بسلامها وازدهارها، فلا تحدثني عن حبك للوطن إن كنت تسمع لناعق يبث سم الفرقة، أو تتبع جاحداً من المرتزقة.
حب الوطن يتمثل في نماذج حية أشرق بنور عملها اسم الدولة، فَلَاحَ على مناكب الأرض شعاعاً يُهتدى؟ وأثراً يقتفى، ورزقاً يُنتقى.
المواطن الذي يحب وطنه لا ينشر الشائعات المغرضة، ولا يبث العنصرية النتنة، يفتخر بكل قيمة وطنية أصيلة، ويعتز بكل موروثات منطقته التليدة، فيستشعر تاريخه، ودينه، ولغته في علمه وعمله، وفي نفسه وأهله، في مدينته وتفاصيل قريته.
بعد كل ما تقدم، وكثير مما لم يُسطر، ستجد جواباً لنفسك بين السطور إن كنت ذلك الذي وصفت بأنه على وطنه غيور بكل جد وحبور، فتجيب على السؤال إجابة ليس فيها أي احتمال (هل تحب وطنك؟).