في إطار ندوة أسرية وجلسة عائلية تناقش فيها الحضور حول الطرق المثلى للتعامل مع الأطفال، تحدَّث الجد عن أن تربية الأولاد لا تحتاج إلى ذلك المجهود الكبير، والدراسة المتعمقة، وذكر أنه ربى أولاده تربية رائعة من غير عناء، أو مجهود كبير، ولم يواجه مشكلات منهم كتلك المشكلات التي يسمعها اليوم من أبنائه مع أولادهم. وفي حماسة واضحة تحدَّث إليه ولده الأكبر أنه قرأ أربعة كتب مهمة في تربية الأبناء، وحضر مجموعة من الورش التدريبية والدورات التربوية وما زالت لديه مشكلات في التعامل مع أبنائه، وإن كان يشيد بأن أسلوبه في التربية قد تحسن كثيرًا. وفي جو من الحرية والمرح تحدَّثتْ الابنة الكبرى في العائلة، فهي أكبر الأحفاد سناً، وقالت لوالدها، لقد تعلمت من طريقتك في التربية معلومات ومعارف جميلة، أريد أن ألخصها للعائلة، لعلهم يستفيدون منها، فقال الأب وقد شعر بالفخر والاعتزاز بابنته وطريقة حديثها، قولي ما عندك يا ابنتي فنحن في شوق لحديثك: فبدأت البنت حديثها قائلة:
دعوا أطفالكم يعيشون أقوياء بالله العلي العظيم، عودوهم على قوة التحمّل والصبر على كل أمر صعب، وقوة التخلي عمَّا لا يستحق، وقوة الاكتفاء بالذات وقوة الصبر على المصائب.
لا تسمحوا للإحباط أن يتسلل إلى حياة أطفالكم؛ اجعلوهم ثابتين أقوياء أمام صعوبات ومنغصات الحياة ومتغيراتها.
احرصوا على صحة وعافية أطفالكم النفسية جيدًا، لا تضغطوا عليهم أكثر من اللازم، لا تجبروهم على فعل أشياء لا يريدونها.
عوّدوا أنفسكم على الفرحة الكبيرة بإنجازات أبنائكم الطيبة، والسعادة المتوازنة بأفعالهم الحسنة، حتى يشعروا بالسعادة والرضا ويمتلكوا تقديرًا إيجابياً لذواتهم، هنا تحلو الحياة في أعينهم وتصبح دنياهم جميلة.
ونضع أمامنا دائمًا:
بأن التعامل مع الأطفال بمختلف عقلياتهم وطباعهم وأخلاقهم، يحتاج إلى صبر، وتغافل، وذكاء، وحكمة واستشارة لذوي التخصص والخبرة والتجربة، فاحرصوا على ذلك.
وحتى تعم الفائدة لا تبخلوا على أطفالكم فأنتم ستحتاجون لهم، ليكونوا أشخاصًا سعداء، وتحتاجون أن تعرفوا ماذا يريدون من الحياة، وما أهدافهم، وأن تساعدوهم أن يعملوا بكل جهد، لتحقق تلك الأهداف.
إن تحمّل عظم المسؤولية نحو تربية الأطفال وأخذ زمام الأمور في حياتهم أمر إلزامي للعيش السعيد.
الحياة الدنيا لا تخلُو من الأخطاء، فلا تجعلوا من خطأ أطفالكم مُصيبة، وكارثة من أجلها قامت الدنيا ولم تقعد وإنما علِّموهم السلوك الصحيح قبل الوقوع في الخطأ، وقوِّموا سلوكهم برفق بعدم الوقوع فيه.
إن الطفل يَمْتَلِك طَاقات كبيرة وقوية يحتاج إلى الأبوين والأقارب لتنمية تلك المواهب.
اجتهدوا لتكونوا أكثر هدوءًا، لتكونوا أكثر حلمًا وطِّنوا أنفسكم على ذلك، واطلبوا من الله تعالى بصدق أن يرزقكم الحلم والهدوء، لكيلا تغضبوا كثيرًا فتخسروا كثيرًا عند تعاملكم مع أطفالكم؛ لأن الغضب يأخذ من صحتكم وسعادتكم وسعادة أبنائكم.
هنا وقف الأب وحيا ابنته تحية كبيرة، ورصد لها مكافأة كبيرة على هذه الكلمات الجميلة، وقال ليت الآباء والأمهات يسمعون ويصلهم ما قلت ابنتي العزيزة.
** **
- رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم/ عضو مجلس بلدي الرياض. عضو هيئة الصحفيين السعوديين