خالد بن حمد المالك
على مدى خمسة أيام، زار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خمس دول خليجية كانت على التوالي: سلطنة عمان، دولة الإمارات، دولة قطر، مملكة البحرين، ثم أخيراً دولة الكويت، بواقع يوم واحد لكل دولة، ومع قادة هذه الدول كانت هناك حفاوة استقبال، وكرم ضيافة، وترحيب على المستوى الشعبي والرسمي.
* *
واليوم يختتم هذه الزيارات بآخر محطة لسموه وهي الكويت، بعد اجتماعات كللت بالتوافق في وجهات النظر في مجمل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، والوصول إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية مع كل دولة بحسب ما تمليه المصلحة، وتقتضيه المرحلة الراهنة والتجانس بين المملكة وكل من هذه الدول الشقيقة.
* *
جاءت الزيارات في توقيت مناسب، ومع ظروف مهمة، فهي تسبق عقد القمة الخليجية بالرياض بأربعة أيام، وهي توافق مواعيد احتفالات الأعياد الوطنية لبعض هذه الدول، كما أنها تأتي كأول زيارة لسموه بعد المصالحة التي تمت بين قطر وأشقائها دول مجلس التعاون، وأهميتها أيضاً أنها تأتي بعد تداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات هذه الدول، ما يعني أن زيارة سموه تأتي كما لو أنها تنسيق لإنجاح القمة الخليجية القادمة، وتهيئة الظروف لعلاقات أمثل في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.
* *
حرارة الاستقبال، والنتائج التي أسفرت عنها الزيارات، والشعور بالرضا على أن المرحلة الحالية التي تمر بها دول المجلس تظهر جدية الجميع على بناء إستراتيجيات جديدة تضمن أمنها واستقرارها، واستمرار التنمية المتصاعدة في كل دولة، بما يجعل من الزيارة تلقي بظلالها من الاهتمام على التوجه الجديد للدول الخليجية الشقيقة، وأن الرهان في المستقبل هو على أن يكون البناء على هذه التحالفات في إقامة دول مزدهرة في كل مجال.
* *
وأهم ما لاحظته من خلال من التقيناهم من الزملاء الإعلاميين، أن الجميع يتفق على أن هذه المرحلة تستدعي الانسجام والتعاون في كل مجال، والتفاعل مع المستجدات وفقاً لظروف كل دولة، وظروف الدول مجتمعة بحسب تقدير القادة، واهتمامهم بتلمس كل ما يحقق الازدهار لشعوبهم.
* *
المشهد الجميل في هذه الدول، وكما رأيته، هو في هذا التطور العمراني، وشبكات الطرق المتميزة، والتخطيط اللافت بتميزه في جميع المدن والدول، وكأنها في سباق وتنافس لإظهار تفوقها وتقدمها وتطورها في فترة زمنية قصيرة، ما يعني أننا أمام مرحلة مستقبلية قادمة سوف يستهدفها المزيد من العمل الجاد لبناء دولنا، وتحقيق أماني وتطلعات شعوبنا، وهو هدف تركز عليه باهتمام حكومات الدول الست.
* *
لقد عدنا إلى المملكة بانطباعات جيدة عن مستوى ما رأيناه، وما تحقق في هذه الزيارات من تفاهمات واتفاقيات، وأجواء مفتوحة لكل رؤى وأفكار وتطلعات تخدم شعوب هذه الدول، سواء كان ذلك على مستوى العلاقات الثنائية، أو على مستوى التكتل الخليجي تحت مظلة مجلس التعاون، وهو ما ظهرت به زيارة ولي العهد وعبرت عنه كل دولة من الدول الخمس التي خصها بيوم من جولته الميمونة.