عبدالله عبدالرحمن الغيهب
عندما تهب الرياح تسوق معها القش وورق الشجر وما خف وزنه من الأجسام المتطايرة في الهواء لتتركها تحت الجدران وفي الساحات حتى يتم تجميعها، هذا الفعل يسمى في اللهجة الدارجة خم والناتج خميم (خم الفناء أي كنسه) والاسم يطلق على المجموع وعلى الواحد من الناس ممن تصرفاتهم غير طيبة تعبيراً عن استياء الجماعة من الأشخاص الذين لا يلاقون القبول وسط المجتمع لأسباب منها تعاملات تخالف المألوف لدى الوسط الذي يعيشون فيه. هذه المفردة تستخدم للتعبير عن الاستياء من تصرفات كهذه وقد ورد في بعض قواميس اللغة العربية ما يسند هذا المعنى، فاللحم إذا تغيرت رائحته قيل عنه خم أي فاسد ومثله اللبن في الصميل وفي بعض مناطق المملكة يطلق على المرأة التي لا تجيد شغل البيت كما حدثني بذلك من أثق في كلامه كما أكد أن هذه المفردة أي كلمة خميم تطلق في إيران على من يتولى أمراً ولا يسعد شعبه مثل اسم خميني وخمئيني وأيضاً وردت في الشعر الشعبي يقول سليمان بن فويز:
خف نفسك للخوي والعواني والضيوف
وإن لقيت اللي يبا يزم نفسه زمها
لا تراخى في المواجيب وتطيع الضعوف
خمة تمشي عروق الردى في دمها
وفي تويتر ما أكثر من ينتسبون لهذه الوسيلة كمغردين وهم خواء وغثاء كغثاء السيل يجوز وصفهم بالخميم صُحْبَتهم مؤذية وإن بدا لك في شكله وهندامه جميلاً وصاحب لسان ذلق فهو في طبعه وتعامله غير سوي ينطبق عليه خميم، مثل هؤلاء كثر في الأعمال والاستراحات والمجالس وفي الأسواق بائعين ومشترين وفي أماكن الترفيه والمنتزهات يجب الحذر والتعامل معهم بانتباه وحذر شديدين فليحذر كل إنسان من أشكال هؤلاء الخميم فلا ينخدع بمظهر أو كلام منمق ولا تأسف أو تحزن لفراقه.