اعداد - عبدالله الخفاجي:
دائما ما تؤثر الثقافة المحيطة بالفنان أو الكاتب أو الموسيقي أو المثقف في أعماله وتغير من نمط إبداعه حسب ما يحيط به وهذا ما جعل فناناً تشكيلياً فرنسياً اسمه (فرانسوا بهافسار) يقيم معرضاً تشكيلياً باسم (هنا جدة) يعبر في أعماله الفنية عن بيئة المملكة وتراثها وطبيعتها وعن تأثره بها لفترة من حياته قضاها في مدينة جدة وما حولها من مناطق.
وسط حضور جمع غفير من المثقفين والفنانين صالة عبدالحليم رضوي بجمعية الثقافة والفنون بجدة تشهد افتتاح أول معرض تشكيلي لفنان فرنسي وقد افتتح المعرض الذي أطلق عليه هنا جدة للفنان الفرنسي فرانسوا بهافسار مساء الأربعاء الأول من شهر ديسمبر لعام 2021 بحضور مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح ومدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف الأستاذ فيصل الخديدي والقنصل العام لدولة فرنسا بجدة السيد مصطفى مهراج والملحق الثقافي السيد شارل والمهندس سعيد القرني وكيل أمين جدة لخدمة المجتمع وعدد كبير من الفنانين يتقدمهم الفنان ضياء عزيز والفنان طه صبان والفنان عبدالله حماس والفنان هشام بنجابي والدكتور فؤاد عزب والمصمم العالمي يحيى البشري والروائي عبده خال والدكتور كمال أدهم وتضمن برنامج حفل الافتتاح كلمة لمدير الجمعية الأستاذ محمد آل صبيح شكر فيها الفنان الفرنسي على مبادرته برسم المعالم والتراث والطبيعة والعمارة والحضارة السعودية بشكل مدهش ومتقن وبطريقة فنية غاية في الروعة والجمال والإتقان وقال إن الفنون جسور متينة وقوية للتواصل بين الشعوب وشكر القنصل الفرنسي والملحق الثقافي على دعمهما للحراك الفني ومد جسور التواصل.
من جانبه تحدث القنصل الفرنسي في كلمة تحدث فيها أولا باللغة الفرنسية مخاطبا الجالية الفرنسية التي كان حضورها لافتا للمعرض ثم تحدث بالعربية عن اعتزازه بوجوده في المملكة وسعادته بهذا التعاون مع الجمعية. وأعرب عن شكره وتقدير للأستاذ محمد آل صبيح وفريق عمله على جهودهم المميزة لتقديم الثقافة والفنون.
وفي حوار قصير عن تجربته الفنية والمعرض وانطباعه عن زيارة المملكة العربية السعودية تحدث الفنان الفرنسي فرانسوا بهافسار عن تجربته الفنية وعشقة لرسم الطبيعة والأماكن وقال إن لديه مرسماً في الأرجنتين وتقع ورشته في غابة فونتينبلو.
وقال إنه يستخدم الرسم والطباعة والرسم بأشكال كبيرة وصغيرة. ويبلغ من العمر 53 عامًا، وتخرج من الفنون الجميلة في باريس عام 1986 (ENSBA). ثم تدريبه على يد الرسامين القدامى وله أعمال في المتاحف كثيرة حول العالم.
وأشار إلى اندهاشه من الشعب السعودي وحفاوته وكرمه ومحبتهم للفن وإعجابه بالتراث والثقافة السعودية وشكر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي وجد فيها الفن الراقي وشكر الفنانين الذين استقبلوه في مراسمهم ضياء عزيز وطه صبان وفيصل الخديدي. بعد ذلك استمتع الحضور بالمعرض ومحتوياته من أعمال فنية تنوعت بين رسم جدة التاريخية وبيوتها ومساجدها وحمامها وشجرها وشوارعها وبين رسم الكورنيش والحضارة ورسم الطبيعة في النماص والجبال والسحب ورسم البورتريهات ثم عرض فيلم قصير استعرض زيارة الفنانين الفرنسيين للجمعية ومنهم الموسيقي ماكسيم وعزفه موسيقى أغنية يا طيب القلب للفنان عبدالمجيد عبدالله وكذلك الفرنسي عازف الكمان الذي عزف السلام الملكي السعودي وزيارة القنصل بصحبة الملحق الثقافي للمعارض المقامة في الجمعية. بعد ذلك كرم الأستاذ محمد آل صبيح الفنان فرانسو بدرع الجمعية وكرم القنصل الفرنسي بميدلية تأسيس الجمعية عام 1973م وكرم المهندس سعيد القرني بعمل فوتوغرافي وطني، كما قدم شهادات شكر وتقدير لكل من السيد شار الملحق الثقافي والسيدة سلمى أتاسي مترجمة القنصلية.
وبهذه المناسبة أقامت الجمعية ورشة فنية هي الأولى التي تجمع فناناً فرنسياً بنخبة من الفنانين السعوديين لتبادل الخبرات ومد جسور تواصل الفنانين بما يعزز دورهم الإنساني في نشر القيم الجمالية. شارك في الورشة 20 فناناً وفنانة من مختلف مناطق المملكة وأشاد الجميع بهذه التجربة النوعية.
دائماً ما نرى أن الفن التشكيلي هو أجمل الرسائل الثقافية العالمية التي تصل للمتلقي مهما اختلفت لغتها أو عرقه أو جنسه وجنسيته لتكون لغة شاملة تقرأ مشاعرها وتترجم روح فنانها لتعكس تلك الثقافات وتمتع المتلقي بها أينما كان.
** **
تويتر: AL_KHAFAJII