د. صالح بن سعد اللحيدان
أصل قوام التدوين وصحة التصنيف إنما يكون من خلال نقد المطروح من الآثار واصل النقد حتى يكون مقوماً للعمل أصله أهلية الناقد لادعوى مجرد النقد لأن هناك نقداً وليس بنقد إنما هو العرض وبذل الرأي ونظر العمل دون وعي صافٍ صحيح لأساسيات النقد.
لا يمكن الحق يقال أن ينضبط التاريخ ولا السير ولا جلب الآثار لا يمكن إلا بالنقد ذات النقد لا سواه
وحين أذكر هذا لأنني رأيت من يكتب التاريخ ويدون الآثار إنما يفعل ذلك كيفما اتفق.. ولا ينبئك مثل خبير..
ومن هنا طالع عشرة كتبٍ من كتب التاريخ المؤلفة اليوم ثم انظر ثلاثة كتب فقط في ذات السياق فسوف تجد الفرق في
1- الأسلوب العجول.
2- العرض دون تثبت.
3- الخلط بين الآثار دون تمحيص وشدة توقٍ.
4- النقل المجرد مما ألفه القوم منذ أقدم العهود دون الإشارة إلى هذا ولو من وجهٍ قريبٍ.
5- عدم بذل الرأي بمستندٍ من تعليل قويم.
6- التكرار والاستطراد لاسيما في كتابة السيرة والتراجم.
7- التشابه بين العناوين والفصول والأبواب مع تغيير لطيف.
8- السرد التلقائي وعدم إيراد الشاهد لإثبات الرواية أو الخبر أو القصة.
9- وقد بلغني أن هناك من قد يكلف غيره وهذه مشكلة.
10- عدم ذكر المصادر تلك التي لابد منها حتى يكون القارئ على ثقة ويقين وحتى يستريح العقل أن ما بين يديه إنما تمخض عن سداد ورأي قوي متين دعمته صحاح الأدلة وصدق الأسانيد.
ولعل ماذكرته من مثل هو شاهد قائم مديم على ضرورة أن النقد ولا سواه لابد أن يواكب المطروح وإلا أصبحت الأجيال في حطب ليل بهيم.
لابد من النقد لتحرير العقل من التقليد وإيراد ما لا يصح أن يكون.
ومسؤولية المسؤول أنه مسؤول ومن هنا أجزم كل الجزم لا بعضه أن نبدأ من جديد.