كانت على الطرف تكتب بكل الصدق تغريدة من تغريدات الوطن وهي تهمس لمن حولها بأن الشتاء القادم سوف يكون لروايتها الأولى التي خطتها على حاسوبها منذ سنوات طويلة عنوان مثير جدا وهي تنظر إلى السماء بعين من تحدق في سفر بعيد أنها صاحبة العصمة الرواية العربية وسيدة الحلم الذي لا يعرف غروباً!.
وظن من حولها بأنها تغرد على تويتر بنبرة من تستدعي حلم كتابة رواية بنكهة وطن يعيش في أعماقها الأنثوية الملتهبة بكل أوجاعه وأحلامه التي تبدلت من شتاء كورونا إلى شتاء مازال فيه مخاض تلك المشاعر المؤمنة كل الإيمان بطاقاتها الأنثوية والتي قالت لا بخجل وأخلاق رفيعة لمن لا يعشقون السفر ويكتبون بدون انتماء وإيمان حقيقي بلحظة السكون التي تمنح العقل فلسفة الابداع!!
ومعها رشفات القهوة وحبات التمر الذي هو الآخر يداعبها بين الحين والفينة بعاطفة من كانت ترنو إلى نخيل عالمها العربي بكل ما تحمله من شفافية انثى استطاعت أن تقول إن الشتاء القادم سوف يكون لروايتها المرتقبة عنوان بالفعل مثير وهي تمنح من حولها ابتسامة سفر ربما قريب بعد الحصول على لقاح كورونا.!!
لكنها الرواية التي تشبه فجراً كان فيه الأب والأم والأبناء على موعد مع غذاء شهي بعد عناء يوم طويل بين عمل ومدرسة وجامعة بعدما أصبحت كورنا حكاية من حكايات التعايش اليومي مهما غاب عنا كثير من الاحبة والأصدقاء ما بين مرض وموت وترقب بالشفاء.
وكان لتغريداتها الروائية كل صباح ومساء حكاية مع القهوة والتمر وعالم النخيل بكل قاماته المرتفعة إلى عنان السماء.
ورغم جمود وجهها الملائكي وتعبيراته التي تشبه مومياء من عصور وقرون بعيدة في متحف النداء البعيد ظلت تعزف من أعماقها حكايات بدت مثل سحب داكنة وشمس تستعد للبوح بكل آهات صباح فيه المليون تغريدة وتغريدة على ضفاف الرواية العربية.
ومن عجب كانت في مكتبتها العامرة بالكتب الورقية قبل أن تتحول إلى اسطوانات الكترونية رواية (المليون حكاية وحكاية) وهي تلتهم بعينيها السوداوين تلك الرواية التي كتبها مؤلف مجهول من بلد القهوة والتمر والتاريخ.
لتستبدل هذا الاسم بعنوان روايتها التي قالت لمن حولها بأن الشتاء القادم سوف يزف إلى عشاقها عشاق الرواية العربية اسم روايتها المثيرة كما توقعت وهي تداعب خصلات شعرها الأسود الحريري برقة أنثى بعدما وجدت الاسم الذي وضعته على حاسوبها في التو في صدر روايتها مثيرة المعنى بإعجاب وسمو ونبل ( المليون تغريدة ) ثم ترتشف بنشوة فنجان قهوة آخر مع حبات التمر الأصفر وكأنها تقول في خلجات كينونتها العربية إن كورونا المأساة تقاوم بحبات التمر والقهوة المرة بدون سكر التي لها حكاية اليوم وتغريدات مع حكايات روايتنا العربية!!
لتصبح بالفعل رواية (المليون تغريدة ) صوتاً أنثوياً في محيط عالمها الذي تشكل من عائلتها الصغيرة التي هي الأخرى قالت وداعاً لكورونا مع التمر والقهوة بدون سكر وكل حكايات تلك الأنثى التي وهبها الله لهما بعد عقم استمر سنوات طويلة لتكون فاتحة خير برزق وفير وأبناء قارب عددهم سبعة وهم يتحاورون مع بعضهم البعض في ألفة وطن وعبر تغريدات هي الاخرى تكتب أعمق مشاعر إنسانية بين شتاء ما قبل وما بعد كورونا بتلك المشاعر الشابة التي دوما هي التفاؤل مهما كانت قسوة البرد واعاصير السماء!!
** **
عبدالواحد محمد - روائي عربي