يمر الإنسان بمحطات عديدة بعضها تتجلي كعلامة مضيئة في حياته مما يستذكرها ويرى أهمية توثيقها بكل محاسنها ومثالبها، وكنت قد كسبت ثقة سمو أمير منطقة الباحة باستلام دفة المركز الإعلامي بمنطقة الباحة لمدة عام واحد وهذا العمل يختلف عن أعمال سبق ممارستها في المجال الإعلامي كإدارة مكتبي صحيفتي البلاد والوطن وعملي من قبل مراسلاً لصحيفة الرياض وكاتباً في صحف الشرق والبلاد وآراء سعودية وسبْق ومكة الإلكترونية والباحة إلى جانب زاوية أوراق ملونة في مجلة الباحة التي كانت تصدرها الغرفة التجارية بالباحة لما يزيد عن عشرين عاماً، وتلك الأعمال في مكتبي الوطن والبلاد ترتكز على عمل صحفي دؤوب بمشاركة رائعة من عدد من زملاء المهنة الصحفية: أخبار تقارير لقاءات مقالات صور ويحدث التنافس في التقاط الخبر وحسن الصياغة وجودة الأداء وسرعة النشر، وإصدار الملاحق الثقافية التي تُعنى بمنطقة الباحة في المجالات كافة، أما المركز الإعلامي فهو عمل يتسع في أسلوب التخطيط وتنفيذ الإجراءات لأنه يشمل أطيافاً متنوعة وأفكاراً متعددة حين ينضمون لحزمة واحدة والعمل لهدف مشترك وبآليات مختلفة ما بين الورقي والرقمي والسنابي أي بمشاركة الإعلام التقليدي والجديد، وجب عندها إعداد استراتيجية عمل شاملة الرؤية والرسالة والأهداف وإجراءات العمل، وتلك مرتكزات مهمة لكي يؤدي المركز الإعلامي دوره الطليعي، لذا انطلقت الرؤية من جانبين:
المكان إذ إن الباحة واحدة من مناطق المملكة الثلاث عشرة ولا بد من استشعار مزاياها السياحية والمكانية والتنموية والزراعية والتراثية أما الأداة الموصلة للرسالة الإعلامية فهي وسائل الإعلام المتنوعة حيث إن لكل منها أطيافه وراغبيه، وهناك ثمة إشكالية ينبغي تجاوزها وتتمثل في الإمكانية والتمكّن من تلك الأداة، فالإعلاميون مختلفون في الثقافة والدرجات العلمية والممارسة الصحفية والخبرات الميدانية مما يجعل عملاً كهذا فيه صعوبة وتحدٍ حقيقي وكانت رؤية المركز الإعلامي بمنطقة الباحة تقديم صورة صادقة وأمينة عن منطقة الباحة في الجوانب كافة وما تحقق على ثراها من تنمية ومنجزات وبثها من خلال المنصات الإعلامية المختلفة.
أما الرسالة فهي تتمثل في سعى المركز الإعلامي ليكون حلقة وصل وتعريف بين المصالح الحكومية والأهلية والمجتمع باستثمار أحدث الوسائل الإعلامية الحديثة لبث الأخبار والتغطيات…
والهدف من المركز الإعلامي إبراز الوجه السياحي والتنموي والحضاري والاقتصادي والإنساني والمكاني لمنطقة الباحة وترسيخها في أذهان الجميع بما يحقق المكاسب للمنطقة وسكانها حاضراً ومستقبلاً، بما يواكب رؤية المملكة وكذا تطوير قطاع الإعلام بمنطقة الباحة وجعله شريكاً فاعلاً في التنمية من خلال تقديم مادة إعلامية ذات جودة عالية ومصداقية. فمنطقة الباحة بحاجة إلى إعلام محترف يبرز الجهود الكبيرة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة في كل ما يخدم المواطنين ويُعرّف كذلك بالمنجزات التي تحققت وما تتمتع به الباحة من مزايا طبيعية ومناخية وتراثية، باعتبارها واحدة من أهم المناطق السياحية في وطننا الغالي، ليقدم المركز الخدمة لكل المصالح الحكومية والأهلية من خلال التواصل والتعريف بمنجزاتها ويصبح المركز مظلة لإعلاميي وإعلاميات المنطقة، فمن خلاله يتم عقد اللقاءات وتنظيم ورش العمل والدورات التدريبية المتعلقة بالعمل الإعلامي وهذه الأهداف منسجمة مع مفهوم الإعلام فهو ركن أساسي للتواصل مع المجتمع بأسرع وأسهل السبل بنقل كل ما يحدث بصورة احترافية إلى المتلقي بما يتوافق ويتناغم مع السياسة الإعلامية.
وحتى يتجاوز المركز الإعلامي التحديات كان لسمو أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود الدور الفاعل من خلال التوجيه والتشجيع والدعم المتواصل لكل ما يحقق للباحة الحضور البارز في ظل الرعاية التي تحظى بها كغيرها من مناطق المملكة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
وهناك عدد من الإجراءات التي نُفذت:
أولها: الالتفاف كحزمة واحدة بمشاركة الجميع في الرأي ليكون الملتقى الأول الذي حضره ما يقارب ثمانين إعلامياً وإعلامية بقاعة الشيخ سعيد العنقري بمقر النادي الأدبي الثقافي بالباحة والذي رحب رئيس النادي الأستاذ حسن الزهراني مشكوراً باستضافة الإعلاميين من منطلق وعي يمتلكه، وحقيقة لم يكن لقاءً عابراً بل حفل بتقديم أوراق عمل من ذوي الخبرة والاهتمام الإعلامي والثقافي وكانت الأوراق بعناوين مختلفة إرضاءً لذوق جميع الأطياف. ولكون العمل الميداني هو الأس في العمل الصحفي الاحترافي تم تنظيم جولات ميدانية لبعض المواقع التراثية والسياحية والحضارية والزراعية في محافظات المنطقة والوقوف ميدانياً والالتقاء بالمسؤولين والأهالي والهدف إلى جانب تعزيز أسلوب العمل الصحفي تعزيز العمل التعاوني والتعريف بتلك المواقع كمعززات للسياحة في الباحة سيما وأنها تأخذ وظيفتين هما السياحية والزراعية ومن حسن الطالع مشاركة الكثيرين من الإعلاميين والإعلاميات ساهموا بتقديم رسائل مقروءة ومرئية ومسموعة لتصل إلى شريحة واسعة من القراء والمتابعين على مستوى الوطن والخليج العربي وإلى أبعد من ذلك وبرز البعض في تقديم أعمال احترافية لتصميم مقاطع مرئية، ولما للإعلام من دور كبير ومؤثر ومهم في تعزيز المواطنة وإبراز الجهود الكبيرة التي تقدمها الدولة في سبيل النهوض بالوطن والمواطن تم تنظيم ملتقيات تحمل هذا العنوان بمشاركة نخبة من المختصين طرحوا أوراقاً ثرية تم نشرها عبر وسائل الإعلام. وهنا أسجل أنبل عبارات الشكر والتقدير لقادة وطننا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب الرؤية الواعية والشكيمة القوية الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ولسمو أمير منطقة الباحة الأمير الشهم حسام بن سعود الذي يقدّر ويثمّن دور الإعلاميين وللأستاذ أحمد السياري وكيل إمارة منطقة الباحة المكلف سابقاً لدعمه المستمر ومساندته والوقوف مع أعمال المركز وللأستاذ عبدالمنعم الشهري وكيل إمارة منطقة الباحة الذي وجدت فيه روحاً عالية ونظرة عميقة لمستها بجلاء من خلال لقاءاتي بسعادته ولوكيل إمارة منطقة الباحة المساعد للشؤون التنموية سابقاً الأستاذ صالح القلطي الذي آزرنا منذ البداية لإدراكه بأن الإعلام هو الشريك الأساسي في التنمية ولزميلي النبيل نائب رئيس المركز الأستاذ محمد البيضاني الذي وجدت منه كل تعاون وإخلاص ولجميع الإعلميين والإعلاميات الذين شاركوا في المسارات الإعلامية بمحبة والشكر موصول لمعالي رئيس جامعة الباحة البروفيسور عبدالله حسين ولسعادة أمين منطقة الباحة الدكتور علي السواط ولرجال الأعمال الأستاذ أحمد العويفي والدكتور عبدالعزيز عفيص والأستاذ عبدالعزيز الكرت ولسعادة مدير عام الشؤون الصحية بالباحة للدعم الذي وجدناه منه لمجلة جارة السحاب التي أعدها نخبة من الإعلاميين برئاسة الأستاذ ناصر العمري والأستاذة أمل الغامدي وكتيبة من الصحفيين: خالد العُمري وتوفيق غنام وخديجة مزهر ورسام الكاريكاتير المتألق أيمن الغامدي ولكل مصوري الباحة الذين ازدهت المجلة بروعة الصور المنتقاة والمعبرة.
وهنا أقدم وافر شكري وتقديري لسمو أمير منطقة الباحة لقبوله حفظه الله اعتذاري لظروف خاصة ولا يفوتني أن أقدم الشكر لزميلي الأستاذ محمد ناجم رئيس المركز الإعلامي السابق الذي بذل جهداً كبيراً ونشاطاً واضحاً من بينها الملتقى الإعلامي مع تمنياتي للزميل الأستاذ محمد هضبان رئيس المركز الإعلامي الحالي كل توفيق فهو جدير لما يمتلكه من وعي وثقافة.
** **
- جمعان الكرت