عثمان أبوبكر مالي
مع كل المشاغل والارتباطات والمسؤوليات الداخلية والخارجية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، التي تملأ ساعات عمله وبرنامج روتينه اليومي، أبى أمير القلوب وملهم الشباب وعراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد (يحفظه الله) إلا أن يعطي من وقته ساعات من المشاركة في التظاهرة الرياضية الكبرى والاستضافة الخيالية، التي أصبحت حديث الرياضيين في كل مكان، بعد أن منح من وقته الثمين أبناءه الرياضيين مشاركة عملية فاعلة، بحضوره التشريفي إلى (حلبة كورنيش جدة) مقدما دعما غير مسبوق لانطلاقة جائزة السعودية الكبرى الأولى لسباق السيارات (فورمولا1) مع إقامة نسختها الأولى لأول مرة في المملكة.
حضور تشريفي فاخر هو كما وصفته وزارة الرياضة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي، في تدوينه موفقة جدا (ترحيبا بسموه الكريم) قالت فيه أنه: (حضور يزيد المنجزات ألقا، وروح تصنع من الأشياء علامة وفرقاً)
ذلك الحضور فوق إنه بمثابة مكافأة محفزة جدا ومبكرة لكل الذين عملوا من أجل ذلك السباق ومن أجل إخراجه في صورته الاحتفالية وتظاهرته الوطنية بتعبير ولغة حضارية حديثة، من خلال التنظيم والمنافسة والحفل والبرنامج وكل متعلقات وإضافات (فورومولا1) يقدم الدعم والاهتمام ويشجع على مزيد من الإلهام والأفكار المتطورة والحديثة في البرامج والأنشطة والبطولات والاستضافات والمواسم والمسابقات التي تستقبلها المملكة في مجالات الرياضة بكل أنواعها وألعابها ودرجاتها وغيرها من البرامج والفعاليات، والتي تستلهم من (رؤية المملكة 2030م) نبراسا لها وتستهدف مجالات الحياة جميعها، وهدفها الارتقاء بها إلى المستوى الذي يتواكب مع إدراجها تحت برنامج (روح الحياة) ضمن رؤية المملكة العربية السعودية.
جاءت (حلبة كورنيش جدة) وهي تحمل مواصفات فريدة جدا، فاقت المتوقع والمنتظر، أظهرت تجسيداً عملياً لمتطلبات الرؤية، التي تجعل (الاستدامة) حتى في مجال الرياضة، محوراً أساسياً في الفعل والتنفيذ، يظهر هنا منها جوانب عدة من أهمها (التخطيط وتأسيس البنية التحتية والاستثمار).
(فورمولا جدة) لم تكن مجرد سباق يقام لأول مرة في المملكة وإنما كانت (إضافة حقيقية) للعالم، وثبت أنها تستحق بكل فخر واعتزاز شعارها المرفوع وتحديها الكبير كانت بالفعل (سباق المستقبل).
كلام مشفر
« تحية إجلال وتقدير ونرفع العقال والقبعة والأيادي والتحية للمسؤولين عن الرياضة في المملكة وعلى رأسهم الأمير الطموح عبد العزيز بن تركي الفيصل ومساعديه والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وعلى رأسه الأمير الشاب خالد بن سلطان الفيصل وكل الذين ظهرت جهودهم وإسهاماتهم وتضافرت مشاركاتهم وقدمت لنا شهادة نجاح جديدة في تحد آخر والقادم أجمل بإذن الله، وسيبقى دوما طموحنا عنان السماء.
« قدم لنا السباق، بل قدم للعالم تفاصيل دقيقة وجديدة وأرقاماً أولية سجلها في نسخته الأولى بعزيمة وإصرار وجهد وابتكار ومتابعة ودقة وتنفيذ، تفوق على بعض السباقات التي تسبقه بسنوات، فقد أصبح السباق الأول في العالم الذي يجري داخل (في شوارع) مدينة، وهو أسرع حلبة سباق في العالم.
« يعد ثاني أكبر حلبة سباق سيارات في العالم في روزنامة الفورمولا1، بعد (حلبة سبا فرانكورشومب) في بلدية سبا ببلجيكا، والتميز لحلبة بلدية سبا يعود لطبيعة الحلبة السريعة والملتوية عبر التلال الطبيعية.
« أما حلبة كورنيش جدة، فهي حلبة مخططة تم تطويع مسارها وابتكار مخططها وبناؤها في أجمل منطقة على كورنيش جدة، وفي مساحة حولت إلى منطقة جذب سياحي جذاب وتم اختيار كل ما يتعلق بالحلبة وتفاصيلها الدقيقة بطريقة ابتكارية، جاءت الإضافات (المستحدثة) بمثابة حديث المتخصصين في مجال سباق السيارات في العالم الرياضي طوال الأيام الماضية، وهي رابع سباق ليلي كامل في العالم ضمن روزنامة الفورمولا1.
« معلومات أتوقع انها أصبحت معروفة للجميع، لا بأس بالتذكير بها، فحلبة كورنيش جدة استغرق العمل فيها بكل تفاصيلها (فقط) ثمانية أشهر، شارك في العمل 30 مهندسا و50 شركة و3 آلاف مقاول، استخدم لها 136 ألف طن من الأسفلت لبناء المسار و600 ألف طن من الطوب و1400 طن من الزجاج، أقيم فيها 7مدرجات تطل على الحلبة ونصبت 7 معالم داخلها.
« تسارع خطوات الرياضة السعودية أصبح أمرا واقعا واضحا ومتابعا على كل المستويات، لكن التغطية الإعلامية ضعيفة أمام ذلك التسارع والتوسع، وأقصد تحديدا المشاركة في النقل وأدواته المعروفة ليست التقنية منها مثل الكاميرات والاستوديوهات والبرامج فقط، وإنما حتى ما هو أقل من ذلك مثل التحليل والتعليق والتقديم أيضا، نحتاج إلى اهتمام أكبر.. للموضوع صلة..