م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - عَرَّف الأستاذ يوسف الشاروني كتابات الخيال العلمي بأنها: مصالحة بين العلم والأدب لكثير ممن حَسِب أن بينهما تعارضاً.. فأحدهما يقوم على الخيال ويقوم الآخر على التجربة والاستقراء.
2 - ارتبط الخيال العلمي في الخيال المعاصر بالأطباق الطائرة.. والكائنات الحية التي تغزو الأرض من الفضاء.. وهذا تم استلهام الصورة النمطية المخيفة للخيال العلمي.. وأصبح بعض القصَّاص وصناع السينما يستخدمونها كإحدى وسائل الرعب والتخويف.
3 - يعتبر الإغريق هم أول من كتب عن الإنسان الذي يتحدى الجاذبية ويطير حتى يكاد يلامس الشمس.. والطيران وتحدي الجاذبية هي من الموضوعات الأثيرة لقصص الخيال العلمي لدى البشر منذ الأزل.. فهناك من طار على بساط الريح.. وهناك من طارت به الجن.. وهناك من حاول الطيران بجناحين مصنوعين من الريش فدُقَّت عنقه مثل عباس بن فرناس.
4- كما يمكن اعتبار «جمهورية» أفلاطون التي كُتبت عام (360) قبل الميلاد وأسماها «المدينة الفاضلة» نوعاً من الخيال العلمي.. وهذا النوع من الخيال العلمي الإيجابي لم ينشط وكان محدود الانتشار.. ولعل أشهر من كتب به في عالمنا العربي هو ابن طفيل في روايته (حي ابن يقظان).. لكن الكتابات التي سادت كانت على النقيض من المدينة الفاضلة.. المدن المتوحشة والحكومات المُسْتَعْبِدة.. التي أغرقت بها القصص والروايات وأفلام السينما.
5 - جهود الكتابة العربية في آداب الخيال العلمي كانت دائماً فردية لم تخلق خلال تاريخها تياراً حقيقياً.. واقتصر المتوافر منها على الترجمات بالذات لرسومات الأطفال.. هناك من حاول تفسير الأمر على أنه بسبب حداثة التجربة الروائية العربية التي لم تصل بعد إلى مرحلة التخصص.. فالأدب العربي لا يعاني فقط من نقص روايات الخيال العلمي بل يعاني أيضاً من قصور الإبداع في القصص البوليسية والتجسس والفضاء.. ولو بحثنا عن سبب فشل روايات الخيال العلمي في العالم العربي.. ولماذا نُظِر إليها دوماً على أنها نوع من الهذر لا قيمة أدبية لها.. فلا شك أن الذي أسقطها مبكراً وَصْفُها منذ البداية بأنها «خيال» لأنها أخلت بالقاعدة الأساسية في نجاح القصة ألا وهي جذب القارئ إلى (التعطيل اللاإرادي لعدم التصديق).. فالكاتب من البداية أخبر القارئ أن القصة من وحي الخيال.. أي أنها كذبة مصنوعة.. المشكلة الأخرى أن النقاد ومن ورائهم المؤسسات الثقافية أنزلت أدب الخيال العلمي منزلة دون الآداب الأخرى.
6 - من ضروب الخيال العلمي محاولة إجابة سؤال «ماذا لو؟».. وهو قراءة ماذا كان سيحدث لو حدث العكس.. مثلاً: لو انتصر هتلر في الحرب العالمية الثانية فماذا كان سيحدث في العالم؟ أو: لو أن «أبراهام لينكولن» انهزم وانتصر الجنوبيون، هل كانت ستتشكل الولايات المتحدة الأمريكية كما هي الآن أم ستكون ولايات مستقلة؟
7 - من صور كتابات الخيال العلمي:
* الانتقال عبر الزمن أو التحول الخاطف.. وهو أن ينتقل الإنسان للماضي أو المستقبل أو ينتقل من مكان إلى آخر بلمح البصر.. ومنها خرجت روايات (آلة الزمن) و(السفر عبر الزمن).
* الإدراك الفائق للحواس (بارا سيكولوجي) وهو تطور الحاسة السادسة.. بحيث تتيح لك أن تتوقع ماذا سيحدث.. أو تمكنك من التخاطب مع الآخرين دون كلام.
* الخلود وأبدية الجسد والعقل.. وهذه من أقدم قصص الخيال العلمي حيث وردت في ملحمة جلجامش (2700) عام قبل الميلاد.
* طاقية أو عباءة الإخفاء التي إذا ارتديتها تختفي عن الأنظار.
* الأشخاص الخارقون إما لأنهم آتون من عالم آخر مثل سوبرمان.. أو لأنهم تعاطوا مادة سحرية جعلتهم من ذوي القوة الخارقة.. أو المتحولون إلى ذئاب عند اكتمال القمر.. أو قيام جثث الموتى المعروفين باسم الزومبي.