د.عبدالعزيز الجار الله
ملف الإعلام أصبح في الوقت الراهن من أهم الملفات التي تبقى دائما حاضرة ومفتوحة على طاولات الدول، فقد تجاوز أن يكون الإعلام ضمن الهيئات المتناظرة، والجهات المتقابلة في هياكل الدول، ويكاد يكون من أهم الملفات، كونه ضمن الأجندة الحساسة للحكومات: حروب عسكرية وحروب اقتصادية، وحروب إعلامية. ورغم هذه الأهمية إلا أنه في العالم العربي بقي راكدا دون حراك ولم يتقدم الصف، لذا خسرنا في الوطن العربي الكثير، وكادت ثورات الربيع العربي أن تخطف العرب إلى المجهول وما زالت آثاره راعفة، الدكتورة أريج بنت إبراهيم الدبيخي من قسم الإعلام بجامعة الملك سعود أصدرت كتاب: مستقبل تدريس الإعلام في العصر الرقمي عام 2021م لمحاولة البحث وتقديم الحلول لإخراج الإعلام العربي وبشكل خاص إعلام الخليج العربي من دائرة الضبابية التي باعدت الإعلام عن تأدية مهامه الوطنية والوظيفية.
تقدمت د. أريج الدبيخي من خلال كتابها بحلول أضعنا وقتا طويلا مترددين دون أن تتملكنا الجرأة والشجاعة من عام 2000م بواكير الإعلام الجديد من أن نتبنى حلول ما يعرف بالواقعية الإعلامية (إعلام الواقع) وهو الانتقال السريع للوزارات والهيئات والجامعات وكليات الإعلام من أسلوب ومنهجية الإعلام التقليدي، إلى الإعلام الجديد المعاش بكل تفاصيله، أي ليس بالقبول بل تبنيه والعمل به سريعا، واعتبار الإعلام النمطي مرحلة من الماضي دون الالتفات إليه.
لكن ماحدث للأسف هو الرفض وعدم القبول، بل اعتباره الخصم الذي جاء لهدم هياكل الإعلام التقليدي، لذا استيقظنا على رديم وكومات من الإخفاقات، وقد أضعنا عنصر المبادرة والريادة التي يتطلبها الإعلام.
فالكتاب (مستقبل تدريس الإعلام) يتبنى فكرة سرعة المبادرة والعمل مع واقع الإعلام الحالي وليس الاستمرار في المصادمة والعناد المفتوح، متى ما أردنا تحقيق أهدافنا.
والسؤال هنا: هل مازال الوقت متاحا للدخول في واقعية الإعلام؟ أعتقد أن مؤلفة الكتاب د. الدبيخي قد أبقت أبواب الحلول مفتوحة للانتقال السريع دون النظرة والتحسر على الإعلام التقليدي والنمطي.