منال الحصيني
كنت أتصفح كتاب يسرد فيه مؤلفه مواقف الرئيس السابق «روزفلت» وبعض من مقولاته.
ما شدني بين طياته ذلك الحوار الذي دار بينه وذاك الشاب الذي لم يمض على تخرجه من الكلية فترة طويلة، فقد كان صغيرا في السن حينما كُلف بإلقاء كلمة في الذكرى (لأمهات النجمة الذهبية).
فقد كانت كل أُم منهن فقدت ابنها في الحرب العالمية الأولى.
كان الشاب مرتبكاً من كثرة أعداد الحاضرين فقرر عدم إلقاء الخطاب.
إن حشدا يمثل هذه الضخامة كفيل أن يجعل الدم يتوقف في عروقه.
كان سؤال الرئيس له هو بداية التقاطه لأنفاسه «هل أنت خائف»؟
فقط أوقف إخبار نفسك بأنك خائف، ثم مارس تعزيز الثقة بنفسك.
ثم أردف قائلا: اوقف التفكير في نفسك وابدأ بالتفكير في حال تلك الأمهات الآتي فقدن أبناءهن، ألا يوجد أي شيء تستطيع أن تقوله لهن؟
ابدأ بالشعور بالشفقة من أجلهن ثم انهض وألقِ خطاباً من أجلهن، فما ستقوله لهن سيصل إلى كل شخص هنا.
ثم كرر «إنك تستطيع إن فعلت ذلك».
ألقى ذلك الصغير خطابه الارتجالي ونسف الخوف وراءه، بالتأكيد لم يكن خطابا طويلا ولم يكن أيضا نجاحه مدوياً، ولكن ما يهم في الأمر هو تأثير الرئيس بكلماته على ذلك الشاب.
فكل الموارد التي نحتاج إليها موجودة في عقولنا ترسخت، هي فقط تنتظر أن يتم استدعاؤها.
غالباً ما تحتاج إلى تجربة صعبة لكي تكتشف نفسك.
خلاصة القول.. عندما نعتمد على عقولنا سوف تدعمنا ولكن مقابل بذل الوقت والجهد، ثم آمِن بأن كل الموارد التي تحتاج إليها موجودة في عقلك.
وصفه ناجحة بامتياز لما للعقل من قدرات مذهلة يمتلكها في العمل على المواقف وتحقيق النتائج الجيدة.