أحمد المغلوث
الموهبة في مختلف المجالات شرط أساسي من شروط النجاح لكن هل تكفي الموهبة. في وطننا موهوبون في شتى النشاطات والفعاليات ظهروا واختفوا أو لمعوا ثم اختفوا لسبب غير معروف. الآن باتت الموهبة مجرد عنصر من عناصر النجاح, لكنها لم تعد كل شيء. التدريب والممارسة والمشاركة في هواية ما أحبها الموهوب يساهم بفاعلية في بروزه وحضوره في مختلف الفعاليات خلال ممارسته لهوايته أكان في الداخل أو الخارج.. غير أن النجاح وحده لم يعد هدف الممارسين لنشاط الراليات في وطننا الحبيب لأن كل من يمارس رياضة سباقات «الراليات» يتطلع إلى الفوز والوصول إلى القمة وبالتالي تحقيق إنجاز يشار له بالبنان فهل يستطيع أي موهوب وعاشق للعبة قيادة السيارات ومثابر بلوغ القمة.
المنطق والعقل يقولان نعم والتجارب والنجاحات يؤكدان ذلك وأكثر من ذلك وهذا ما حققه بطل الراليات الشاب «ياسر بن حمد السعيدان» الذي حقق عام 1442هـ إنجازًا رياضيًا كبيرًا ولافتًا بفوزه وتتويجه بلقب بطلولة «باها الشرقية» وتصريحاته الصحفية أيامها بعزمه على مواصلة حضوره في صدارة بطولة العالم للباها. وغير ذلك من البطولات.. هذا البطل الذي تحدى هو وغيره من المشاركين سباقات الراليات العديد من الصعاب في خط سير السباقات. ولكن بطلنا ياسر كان واثقًا من نفسه ومن مهارته وقدرته في تجاوز الصعاب كما حدث في سباق باها العام الماضي هذا البطل الذي بدأ عاشقًا لهواية قيادة سيارات السباق بات يشار إليه بثقة أنه قادر على تحقيق الفوز والإنجاز كنت أجلس إلى جانبه في حفل تكريم المؤثرين والمتميزين على هامش الاحتفال بيوم «الرجل» فاكتشفت أنه ليس بارعًا في قيادة السيارات ولكنه بارع أيضًا في عمله في مجال العقار. ويبدو أنه بات ابن الوز عوام كما يقال فوالده الشيخ حمد السعيدان أحد رجال العقار المشاهير في المملكة متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر. وبعيدًا عن مضمار السباقات لا يبدو على ياسر المتألق في حديثه كما في بدلته الرياضية التي تحمل العديد من العلامات والشعارات أنه يحمل في داخله ثقة واعتزازًا كبيرين بأنه منافس قوي لمن يشاركونه عشق الراليات وقيادة سيارات السباق بفن وحرفية طاقية.. ولو تأملت البطل «ياسر الآسر» وهو بعيد عن بدلة السياق لوجدته دمثًا خفيض الصوت بهي الابتسامة بسيطًا لدرجة أنه يشعرك بسعادته وترحيبه بك كأنك تعرفه منذ سنوات.. ولست تشاهده وتجلس معه لأول مرة.. والسؤال هنا ما الذي يجعل البطل ياسر يعشق قيادة سيارات السباق الخطرة وهو في غنى عن المتاعب.. والخوض في لعبة ورياضة لا تخلو من الخطر. فسوف تكتشف أن الدافع إلى ذلك عشقه لقيادة السيارات منذ الصغر وحبه للمغامرة وشعوره الداخلي بأنه قادر على المشاركة وتحقيق الفوز لوطنه.. إنها ثقة كبيرة لا حدود لها. ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى أنه درب نفسه على هذه القيادة. فنجاحاته وفوزه لم يأت من فراغ فهو استعد ويستعد لكل مشاركة وسباق.. مبكرًا. وهذا هو المطلوب في مختلف الهوايات.. وماذا بعد: خلف بساطته وابتسامته الوادعة يقبع منافس قوي يتحدى فيه الآخرين.. وكما قال مرة: سباقات الرالي رياضة خطرة تستوجب الحذر والأعطال الفنية والحوادث هي جزء من اللعبة وقد حصل للجميع لذلعلى كل متسابق توخي الحذر من أجل أن لا يحدث لهم مكروه لا سمح الله.