سهوب بغدادي
فيما يفعل الترفيه في المملكة العربية السعودية عنصر السياحة الداخلية باستقطاب المهتمين بالفعاليات والفن والتراث وما إلى ذلك من أنشطة مختلفة، فضلاً عن جذبه السائح من دول الإقليم وأكثر من ذلك، إذ يعد الترفيه أحد العناصر التي تفعل وتنعش الاقتصاد في أي دولة، خاصة بعد الأزمة العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا، فرأينا الترفيه متماشياً مع السياحة بالتوازي وإنه لأمر جميل ومدعاة للتفاؤل بأن القادم أجمل - بإذن الله - من هنا، أكبر دور هيئة الترفيه وقياداتها والعاملين فيها على العمل الجبار والمبهر، فتنوع الفعاليات واستقطابها فئات وشرائح عمرية مختلفة موطناً للتقدير والثناء، علاوة على انتشار رجال الأمن بشكل مكثف في مرافق الترفيه مما يعطي إحساساً أكبر بالأمن والأمان ولله الحمد.
في هذا السياق، لفتتني إحدى الحاضرات لإحدى الفعاليات أنها قامت بشراء تذكرتها على حد قولها من «سوق سوداء» فكانت الأسعار أعلى، إلا أن قريبتها التي كانت ترغب بالحضور برفقتها قامت بذات الخطوة ليتم الاحتيال عليها، إن هيئة الترفيه تحذر من هذه الممارسات على موقعها ومنصاتها، ولكن تستمر هذه الظاهرة كملاذ «للاسترزاق» من ضعاف النفوس والدخل، ومن خلال اطلاعنا على تويتر نجد حسابات كثيرة تحت اسم «تذاكر موسم الرياض» وأحيانًا «تزاكر الموسم إن شاء الله حتلاقي عندنا» وهو ليس خطأ مطبعي ولكن يتضح من كلمة تزاكر أن العملية أصبحت ربحية للجنسيات الأجنبية في ظل تفشي ظاهرة الاحتيال والاسترزاق على منصة تويتر، على سبيل المثال من يرسل على الخاص رسالة «مرحبا» أو «زيادة متابعين وقروبات دعم»، فلا نريد أن نرى هذه الفئات تحت غطاء الترفيه.
ويسعدني أن أقترح بعض الحلول التي قد تساهم في التقليل من التلاعب بتذاكر الفعاليات، وذلك من خلال مراحل، الأولى بيع التذكرة برقم هوية غير منتهية الصلاحية بالتعاون مع الأحوال المدنية بإيجاد خدمة تحقق من صلاحيتها. من ثم، نعرف أن بعض الجهات تعطي التذاكر كهدية تحفيزية لأفرادها بالمجان، فتربط التذكرة التحفيزية برقم هوية ويتعذر إعادة بيعها، وذلك بالتنسيق بين الجهات المانحة بتوفير قاعدة بيانات بالأسماء وأرقام الهوية، والأهم من ذلك التعاون مع الشركات المنظمة للاحتفالات والأنشطة والفعاليات من خلال توفير قواعد بيانات بأسماء وأرقام الهوية الخاصة بالعاملين في الموسم ومن ثم تطبيق المعلومات في منصة بيع التذاكر وبالتالي عدم إتاحة شراء التذاكر للأفراد المتواجدين كمنظمي فعاليات في الحدث، كما يعد الأمر الأجمل أن تكون كل فئة تذاكر ذات خصائص معينة فكلما ارتفعت الفئة ترتفع المميزات، وإن أهم ميزة هي الأمان وصعوبة التزوير، فمن يبتاع تذكرة بألف ريال ليس كمن يبتاع تذكرة بمائة، فيستحسن التصريح من خلال الموقع أن التذكرة «في آي بي» والذهبية والفضية يمنع إعادة بيعها أو غير صالحة إلا لصاحبها، أما بالنسبة للفئات الأقل فيتم تدويرها على الأهل والمعارف وليس من خلال مواقع التواصل لمنع عمليات الاحتيال، فما جرى مع الناس كان عجيباً، حيث وصل الحال بالمحتال أنه يعلم أن هويته مكشوفة وستتم معرفة بياناته من خلال البنك الذي تم تحويل المبلغ عليه، في حين قام المتعرض لعملية النصب بسؤال البنك عن هوية صاحب الحساب وأخذ رقم جواله منهم وهذا أمر متاح بحسب من تعرضوا للاحتيال خلال الموسم، حيث تفاجأ بعض المحتالين باتصال من الشخص الذي وقع فريسة للنصب، وعندها رد النصاب «هذه خصوصية كيف تنتهكها؟» فهذا الأمر مضحكٌ مبكٍ، إن السيد النصاب يعلم مداخل ومخارج القانون ويعرف أصول الإتيكيت والخصوصية، لكن «بزنس إز بزنس».
إن رحلة حساب وعقاب هؤلاء المزورين «بالفوتوشوب» طويلة، حيث اكتفى المنصوب عليه باسترداد مبالغه ومن ثم السكوت، لأن العملية تستوجب رفع الشكوى وتدخل الجهات المختصة من نيابة وجرائم معلوماتية، فلسان حال البعض» مائتين ريال ما تسوى الهجولة والشكوى» لذا يلعب المحتال على هذا الوتر، فيجب على من تعرض لمثل هذه الممارسات أن يبلغ عنها بغية حماية من بعده من الأشخاص، وأن تفعل الهيئة ربط التذكرة بالهوية مجددًا ولكن بطريقة أسهل وأكثر سرعة ومرونة لحاضر الفعالية والقائمين على التنظيم.