الرياض ومسقط تفتحان صفحات أكبر وأكثر عمقا لمستقبل أكثر تعاونا وجدية فى أوجه متعددة نخص بالذكر هنا الجوانب والفرص الاقتصادية والاستثمارية التي تتصدران المشهد للبناء على ما تحقق منذ سنوات طويلة بين البلدين من الخير الوفير ولكن بممكنات متجددة أكثر قدرة على دعم أهداف الدولتين الكبار نحو مستقبل أعظم، وكذلك نمو وازدهار المنطقة التي تتأثر في مجملها دوما بالخير والازدهار.
آمنت الدولتان دوما بمبادئ التعاون والتكامل وكانت وستظل وتستمر علاقاتهما يضربان مع بعضهما بعضا مثلا أعلى في التعاون والتكامل الاستراتيجي والمستدام.
إن مسقط والرياض يضربان معا المثل الأعلى في التعاون والتكامل لصالح الغد الأكثر إشراقا والأروع أداء وعطاء وفق أفضل الممارسات العالمية في التكامل والتعاون.
سنلخص العلاقة ومرتكزاتها وآفاقها وتوقعاتها من منظور استثماري اقتصادي مالي اجتماعي في النقاط التالية:
1. من الواضح تماما أن الثقة العالية والتعاون التكاملي والتقدير بين القيادتين الرشيدتين يسجل بأحرف مطرزة. هذا التعاون والتفاهم بمعظم ملفات المنطقة الخارجية عالميا والداخلية خليجيا أعطى القيادتين الكريمتين والمنطقة والقطاع الخاص ممثلا برجال اعماله ومؤسساته المختصة الثقة الكبرى لتحقيق مستقبل زاهر ميمون للبلدين مبنيا على أسس وضعتهما القيادتان للسنوات القادمة ليحولها القطاع الخاص وشركاء الوطن أساسا لصناعة الفرص وبناء تكامل اقتصادي طويل الأمد وباستدامة عالية. ولذلك فإن هذا الأساس داعم فيصلي لمستقبل المنطقة.
2. لقد حقق البلدان بنية تحتية رائعة وأكملت الدولتان معظم متطلبات البنى التحتية المستدامة كالمطارات والموانئ والشوارع الكبرى …إلخ . ولدي الدولتين كذلك رؤية مشتركة تنبثق من رؤية كل دولة. اعتمدت عمان رؤية عمان 2021-2040 لطريق يمتد لعشرين عاما القادمة بينما تقوم المملكة بتنفيذ رؤيتها المملكة 2030 وكلا البلدين طموحاتهما الاقتصادية والاستثمارية عالية يقران ذلك من مستهدفات الرؤيتين وبرامجهما التنفيذية وبالتالي تتشارك الدولتان الطموح الكبير لتحقيق مستقبل أروع المنطقة ولشعبيهما. يملك البلدان قوة موارد بشرية عالية فمعظم أعمار الشعبين هم شباب. واستطاعت القوة البشرية الشابة أن تصبح ممكنة وبأعداد تدعم الاقتصاد والازدهار. لدي الشعبين الفتيين اطلاع على أحدث التكنلوجيا وممكنات المستقبل، كما أن الدولتين تتعاونان بشكل استراتيجي، وكذلك دول المنطقة على وضع منطقة الخليج أمام الفرص القادمة من الغرب للشرق ومن الشرق للغرب، وكلما كانت منطقة الخليج أكبر وحجمها الاقتصادي أعلى وحجمها البشري أكثر وبنيتها التحتية أكمل وتعاونها اللوجستي أشمل وشرايين تكاملها مع العالم أروع كانت جاذبيتها أعلى وأكثر قدرة على السباق الاقتصادي والاستثماري وأكثر شراكة مع القرار الدولي الاقتصادي وأكثر تنافسية للجذب وتكاملية للبناء مع عالم الأحجام والمكان والتخصص والتمكن العالمي. إن تلك هي مدخلات للقرار في معظم الأحجام الاقتصادية الكبرى. ستوقع الدول علاقات استراتيجية لكن كلما كان التعاون الإقليمي بين كبار المنطقة أكثركان التسارع لتحقيق حصص مما يطلق عليه الكعكة العالمية أكبر وأسرع. إنها التهيئة لمشاريع المستقبل والتمكين لمستقبل أروع والبناء لتكامل أشمل.
3. لقد خرج الاقتصاد من الأحجام المتوسطة بالمنطقة لأحجام أكبر وخرج من حدود الدولة ومنظور التنافس المحدود لمنظور التكاملية التنافسية عالية التمكين والأثر وذات الأحجام الأكبر والأثر المضاعف والنتائج المتكررة إيجابا. إنها مرحلة هامة. وهي فلسفة تجهز لمستقبل أكثر تجددا في المستقبل المتوسط لطويل الأمد. هذا الطريق الذي نمضي به هو الطريق الأصح لمستقبل يحقق تكاملا ونجاحا للجميع بهذه المنطقة التي تزداد أهميتها ويكبر حجم تأثرها وأثرها الاقتصادي.
4. سيزور صاحب السمو محمد بن سلمان في جولة دول المنطقة ونحلل ذلك أن هناك ملفات استراتيجية وملفات تخص كل دولة على حدة وهذا مدعاة لظننا أن هناك توجها إيجابيا لتحفيز المنطقة ورفع الطموحات وتحفيز البوصلات الخليجية الماضية بكل جد واقتدار باتجاه خير المنطقة ونجاحها، وأن هذا التعاون بشكل أو بآخر سيكون أكثر عمقا وأشمل أثرا خلال المراحل القادمة وهذا أمر مميز بفترة زمنية مميزة بقيادات المنطقة الأكثر تميزا حفظهم الله.
5.ستكون هناك دفعات من المشاريع المميزة. إن افتتاح الطريق هو افتتاح منفذ اقتصادي كبير وأنا أقصد قول منفذ اقتصادي وليس استثماريا لأن فرصا ضخمة ستبنى على مؤشرات ومستهدفات اقتصادية بين الدولتين. وهذا يؤكد ما ذكرته شخصيا قبل سبع سنوات تقريبا ببرنامج رؤية اقتصادية إن محافظة الظاهرة ستصبح أحد عواصم اللوجستيات الاقليمية وأنها كما كانت ممرا لقوافل المنطقة عبر التاريخ ستكون مركزا لوجستيا مذهلا. لن تحدث الأمور بين عشية وضحاها لكن المستقبل واضح بإذن الله.
6. ستلعب منطقة الدقم حصان عمان الاستثماري اللوجستي والأهم بمنطقة الشرق الاوسط شأنا خطط له. فقد حققت السلطنة نجاحا باهرا في وضع هذا الموقع اللوجستي الذي يتوسط بين ثلاثة أبحر ويقع على خطوط الملاحة الدولية والمعزز بمشاريع تخصصية مميزة والمرتبط بطريق الحرير العالمي عبر خط مباشر مع بوادر في طرح خيارات جاذبة عالية الأهمية بالمنطقة وحسب التصريحات المتواترة فإنه يقع على أفضل الطرق وجاهزيته متكاملة فهو يوفر فرصة منفردة للتعاون والتكامل. هذا التعاون سيكون مكملا لم تحقق حتى الآن وموسعا للفرص. ويتوقع مؤكدا أن هذا التعاون سيصب في مصالح الدولتين خصوصا وأن المملكة تتواجد على بدايات خط طريق الحرير وتواجدها هنا يعزز تكاملها اللوجستي ويمهد فرصا لتعزيز هذا الخط ليكون اكثر جاذبية وأعلى أحجاما ليتحقق الأثر الاقتصادي بشكل أكبر وأشمل. إن القدرات التخصصية في الدولتين ستساهمان بشكل مميز في تسارع تحقق أهداف المنطقة وتحقيق تكتلات اقتصادية مميزة.
7. كثيرا من الملفات الاخرى ستكون حاضرة وستسهم في تمتين العلاقات بين الدولتين وبرفع مستويات التنسيق بين البلدين ويصنع تعاونا استراتيجيا مبني على مصالح مشتركة تحقق للبلدين وشعبيهما فرصا كبيرة. إن الاهداف العادلة رائعة والاستدامة هدفها والنمو والازدهار طريقها.
ستكون زيارة استثنائية بحجم واستدامة أثرها وتوسيع الفرص المستقبلية وتوقيتها مميز. هذا وستتبادل الفرص مستقبلا ليكون التعاون أكثر متانة وأشمل عائدا ويكون للنهضتين في البلدين نجاح إقليمي مميز بشراكة مع المنطقة.
** **
- صالح بن أحمد البادي
Salehalbadi555@gmail.com