سليمان الجعيلان
هذه الجملة وهذه العبارة التي صدح وصاح بها المعلق الكبير علي داود بعد تسجيل نجم المنتخب السعودي وفريق الهلال اللاعب الخلوق والخَلاّق سعد مبارك هدف فريقه الهلال في مرمى فريق العربي الكويتي في بطولة الخليج للأندية عام (1986) والذي تم الإعلان بعده عن ميلاد أول بطولة خارجية يحققها الهلال بفضل رأسية سعد مبارك في تلك المباراة، وتلك البطولة التي كانت الانطلاقة الحقيقية لسعد مبارك الذي ساهم مع زملائه في تحقيق الهلال بطولته الآسيوية الأولى عام (1991) وأيضاً شارك مع زملائه في تحقيق المنتخب السعودي بطولة كأس آسيا عام ( 1988) وقبل ان ترغمه الإصابة والعملية الجراحية التي أجراها في أمريكا على اعتزال كرة القدم وهو في سن مبكرة!!.
هذه المقدمة المختصرة وهذه السيرة القصيرة لمسيرة اللاعب السابق سعد مبارك التي توجها ببطولات عديدة مع الهلال والمنتخب هي مدخل لقراءة تجربة ورحلة سعد مبارك الإعلامية بعد أن استطاع سعد مبارك ان يقدم نفسه كنموذج مشرف للاعب السابق والإعلامي الحالي بأخلاقه العالية وآرائه الفنية الرائعة، والتي ليس فيها اساءات للآخرين أو استفزازات للمنافسين كما يفعل بعض اللاعبين السابقين، سواء في اللقاءات والمداخلات أو عبر السنابات والمساحات في منصة تويتر!!.. وهذه المشكلة وهذه القضية التي أصبحت وكأنها ظاهرة في محيط اللاعبين السابقين الذين بعضهم حققوا مع أنديتهم والمنتخب بطولات وإنجازات كما حققها سعد مبارك مع ناديه والمنتخب، ولكنهم فشلوا في تقديم أنفسهم بعد اعتزالهم بصورة تليق بأخلاقيات اللاعب السعودي وأدبيات الإعلام الرياضي كما فعل سعد مبارك عندما تمسك وحافظ على رقي ووقار الخطاب الإعلامي الهلالي الذي يرفض تعمد الإساءة للآخرين والاسقاط على المنافسين ويمنع الظهور بمظهر المتشنجين والمهرجين كما يحدث من بعض اللاعبين السابقين غير الهلاليين!!.
وهذه العقلية وهذه الثقافة التي انتشرت وتفشت عند بعض اللاعبين السابقين في السنوات الأخيرة والتي لجأ إليها أولئك المتشنجون والمهرجون لإرضاء المتأزمين وكسب تعاطف المحتقنين من خلال التقليل من بطولات الهلال وتشويه إنجازات الهلال تعكس الفارق الكبير بين العقلية والثقافة التي شَبّ عليها سعد مبارك في ناديه الهلال وتَشَبّث بها بعد تركه للهلال وبين العقلية والثقافة التي تشرَّبها وتَشَبَّع منها أولئك اللاعبون الذين أصبح حضورهم وظهورهم تشويهاً لسمعة اللاعبين السابقين!!.. وأمام هذه الأزمة وهذه القضية أعتقد أنه آن الأوان ان يدعم الجمهور الرياضي العقلاني وبقوة وجود وتواجد سعد مبارك وأمثاله في المجال الإعلامي وان يرفض وبشدة مشاهدة ورؤية هؤلاء اللاعبين المسيئين والمتجاوزين في جميع برامج التواصل الاجتماعي حتى يتم القضاء على ظاهرة حب الظهور عبر الإساءة للهلال واستفزاز الهلاليين كما يفعل بعض اللاعبين المعتزلين وعندما تختفي عنهم الأضواء والشهرة!!.. وعلى كل حال أفهم وأتفهم ان هناك لاعبين سابقين يتفقون مع سعد مبارك في الظهور في البرامج التلفزيونية ويلعبون لأندية منافسة مثل يوسف خميس ومحيسن الجمعان وصالح خليفة وحمد المنتشري وغيرهم الكثير لا يتسع المجال لذكر أسمائهم وكلهم يجتمعون مع سعد مبارك في تمثيل الأخلاق الرياضية وإظهار فروسية المنافسة وما تخصيص اسم سعد مبارك إلا كمثال ونموذج لهؤلاء اللاعبين السابقين والمشرفين للرياضة السعودية ولعل وعسى ان يستفيد ويتعلم منهم أولئك اللاعبون السابقون والمقصودون في هذا المقال خاصة بعد ان أصبحوا محل تندر وسخرية المتابعين العقلانيين والمتزنين.