إبراهيم الدهيش
- غالبية اللاعبين المحترفين في الدوري السعودي -الأجانب بالتحديد- من الموجدين الآن أو من غادر منهم تحت أي ظرف، تركوا بصمة فنية وشخصية غاية في العطاء والانضباط، والأجمل أن منهم من لا يزال ينقل صورة إيجابية جميلة عنا، سواء فيما يتعلق بطبيعة المنافسة فنياً أو فيما يخص المجتمع السعودي بشكل عام بعاداته وتقاليده وقيمه وحضارية تعامله، وما يتمتع به من حس إنساني واجتماعي، بل إن عدداً منهم لا يزال على تواصل مع النادي بمسؤوليه ونجومه وجماهيره، ومنهم من ارتبط بعلاقات مع العديد من فئات المجتمع!
- هذه العطاءات التي قدموها لأنديتهم خاصة ولكرتنا عامة، وهذه الانطباعات التي نقلوها خارج حدودنا، تؤكد حسن ودقة اختيار الأندية لهذه النجوم وما يتمتع به هؤلاء من عقلية احترافية تعي ما عليها من واجبات، ناهيك عن بيئة العمل وأجواء الممارسة التي تقود وتحرض على الإبداع والتألق والمحيط الذي يجبرك على الإشادة والإنصاف.
- وفي المقابل شهدت ملاعبنا نماذج من ذوي المستويات الفنية العالية، لكنها تفتقد الفكر الاحترافي، يغلب عليها الطابع المزاجي، ترى نفسها فوق الكيان والنظام تستملح القفز على اللوائح والأنظمة، وهذه العينة بهذه التصرفات غير المسؤولة، لا بد وأن تترك أثرها السلبي على الفريق ومنظومته، وغالباً ما يكون فك الارتباط معها عن طريق المحاكم الرياضية، ومن هنا لا يمكن تبرئة الأندية من خطأ إغفال جانب التاريخ الشخصي والتجارب السابقة عند التعاقد مع اللاعب، إلى جانب الاهتمام بالمستوى الفني!
- ولأنني لست ملماً بما فيه الكفاية بصياغة عقود اللاعبين، إلا أنه يتضح لي شخصياً أن غالبية شروطها تصب في مصلحة اللاعب ولا تحمي النادي، بدلالة أن كثيراً من القضايا خسرتها أنديتنا وكسبها اللاعب، وبالتالي (على نفسها جنت براقش)!!
باتجاه أخضرنا الشاب
- لعلنا نتفق على أن الخبرة والقوة البدنية وبعض القرارات التحكيمية المجحفة، حسمت مباراة منتخبنا الشاب أمام الأشقاء الأردنيين، ورغم ذلك كان بالإمكان إدراك التعادل على أقل تقدير!
- وما يهون تلك الخسارة أننا ندرك أن الهدف من المشاركة بهؤلاء شباب هو الوقوف على مستوياتهم وتأهيل المميزين منهم كبدلاء للمنتخب الأول كنواة لصناعة منتخب المستقبل.
- غياب صناعة فرص التسجيل والرجوع غير المبرر للحمدان أراح الدفاع الأردني وأعطاه الفرصة للتقدم وزيادة الضغط المباشر!
- وثغرة متوسط الدفاع بسبب اعتماد المدرب لورينت على اللعب بمحور وحيد سعود عبدالحميد، وفق مثلث مقلوب قاعدته بدر منشي وتركي العمار!!
- والشجاعة والجرأة هي ما اتسمت بها ألعاب شباب المنتخب.
- وعبدالله رديف مهاجم خطير سيأخذ فرصته في المنتخب الأول.
- والحمدان يفتقد جرأة التصويب، ويهرب من ذلك بمحاولة الصناعة!
- هناك أسماء كانت جديرة بالاستدعاء ولكن!!
- كان لمحترفي الدوري السعودي بصماتهم الواضحة مع منتخبات بلدانهم مما يؤكد قوة هذا الدوري.
- وفي النهاية أقول: من ضمن التعديلات الجديدة على لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم، إلغاء السقف الأعلى لعقود اللاعبين، وعلى الرغم من أن هذا التعديل من شأنه منح الفرصة لصاحب الإمكانات المادية الكبيرة في الاستقطاب على حساب صاحب الإمكانات الأقل من باب (كلن يمد رجليه على قد لحافه)، إلا أنه سيقضي على أساليب الدفع من تحت الطاولة؛ بمعنى أن اللعب سيكون على المكشوف، وعلى عينك يا تاجر (ومن حصل شيء يستأهله)! وسلامتكم.