الفنون التشكيلية في المملكة العربية السعودية أصبحت تتمتع بالخصوصية والإبداع والجمال، وتقدم نتاجاً فنياً أصيلا معبرًا عن الواقع، ولها مكانة بارزة ومتميّزة على المستوى الإقليمي والدولي، وقوة حضورها في جميع المناسبات التشكيلية على أيدي الرواد الأوائل من فناني وفنانات التشكيل السعودي، ومنهم: عبدالحليم رضوي، محمد سيام، صفية بن زقر، منيرة الموصلي وأسماء أخرى.. وتابع الجيل الجديد هذه الجهود حتى صار الفنان التشكيلي السعودي يمتلك قدرات فنية عالمية, ومن هذه الجهود التشكيلية قام مجموعة من الفنانين بمحافظة الجبيل بتأسيس «أبعاد لونية» تقوم على المشاركة في المعارض الفنية السنوية والمناسبات الوطنية, وبهذه المناسبة نذكر الفنان التشكيلي الخلوق الأستاذ هادي بن سلم الخالدي «رحمه الله»، فقد كسب محبة الناس لتواضعه، وهو ذو شخصية جذابة «كاريزما» اسم معروف في الساحة الفنية التشكيلية السعودية حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك سعود وشهادة الماجستير في الفنون والتربية من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1987، وعضو مؤسس التربية الفنية بأمريكا, وعمل في تقييم المعارض الفنية التشكيلية التابعة للولاية التي درس بها, وكانت أطروحته بعنوان «تأثير البيئة على الأطفال» وله مشاركات متعددة في المعارض الجماعية التي تقام في المنطقة وعلى مستوى مناطق المملكة، وقد عمل محاضراً لسنوات في جامعة الملك سعود، وبعدها انتقل إلى الجبيل الصناعية وعمل في مدارس الهيئة الملكية مشرفاً تربوياً لمادة التربية الفنية، وكان -يرحمه الله- محبوباً عند الجميع وعندما كان محاضراً في الجامعة كان يلتقي مع الكثير من الطلبة، فيأنسون بالحديث معه، والاستفادة منه بلا ملل، وكذلك عند حضوره لإحدى المناسبات الكثير يأمل أن يكون بالقرب منه كي يستمع إلى حديثه الشيّق والذي لا يخلو من التعليقات المسلّية ويأنس بحضوره الجميع», وقد رأيت وعايشت ذلك عندما كنت في المرحلة الجامعية وكذلك معلماً في إحدى مدارس الهيئة الملكية بالجبيل كيف أنه عندما يأتي للزيارة الإشرافية للمدارس يحرص على زيارة غرفة المعلمين، لأنه يلاقى بترحاب كبير من منسوبي التعليم في جميع المدارس، ويذكر لديهم بالخير, وعند زيارته الصفية بعد اطلاعه على تحضير الدرس يستمع إلى شرح المعلم بإنصات، وبعد الانتهاء من الشرح يقوم بجولة في الصف، ويلقي بعض الأسئلة التي تطرق لها المعلم، وياقش الطلاب بطريقة متميزة تجعل الطلاب يتفاعلون أكثر فأكثر والكل من الطلاب يريد اغتنام الفرص للتحدث معه، وكذلك عند إقامة المعارض الفنية السنوية لمدارس الهيئة الملكية بالجبيل يكون شعلة نشاط مع معلمي التربية الفنية بروح الفريق الواحد منذ البداية والتجهيزات المعدّة لإقامة المعرض حتى الافتتاح، وكذلك اهتماماته في الإعداد للمسابقات الفنية لمدارس الهيئة الملكية وعلى مستوى وزارة التعليم, لقد أبقى «يرحمه الله» الأثر الطيب والذكرى الحسنة لدى زملائه والآخرين, ووفاءً وتكريماً للفنان الراحل من زملائه الفنانين التشكيليين الأفاضل: الفنان التشكيلي الأستاذ حسن مداوي والفنان التشكيلي الأستاذ فهد الكردشي خلال الإقامة الأولى لمجموعة «أبعاد لونية» لمعارضها الفنية في قاعة عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، فقد تم ضم أعماله الفنية بالمعرض وهي مجموعة لوحات منفذة بألوان ووسائط مختلفة بما فيها تقنية الكولاج, وقد قام بافتتاح المعرض الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان، وشمل 33 عملاً فنياً للفنانين أعضاء المجموعة من فناني الجبيل، بـ14 فناناً وفنانة. رحم الله أبا خالد الأستاذ هادي بن سالم الخالدي وأسكنه فسيح جناته.