رمضان جريدي العنزي
للأخلاق الكريمة وقع، وللتعامل النبيل وقع، وللقلب الصافي الذي لا يحمل حقداً ولا حسداً وقع، وللابتسامة وقع، كل هذه المميزات الطيبة لها أثر إيجابي مؤثر وفعال، عكس الأخلاق السيئة، والتعامل الرديء، والوجه العبوس، والقلب الحاقد الحسود، إن البساطة عكس الترفع، والتواضع عكس التكبر، والإحسان عكس الإساءة، والكريم عكس البخيل، والعالم عكس الجاهل، وبهذا إذا قابلك السفيه بالسب والشتم، والوقاحة والبذاءة، فلا تقابله بمثلها، أبداً لا تجعله يستفزك واحتفظ برزانتك وهدوئك، إن سيد الحلول والمواقف هو الترفع والتجاهل والتغاضي، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، لا تجهل عليه كما جهل عليك، وإذا خاطبك بما تكره، فخاطبه كما تحب، مارس معه الكلام الطيب اللين، كن صحيح القلب والنفس، واحفظ سمعك وبصرك وجوارحك، قال الشاعر:
إذا نطق السفيهُ فلا تُجِبْهُ
فخيرٌ مِنْ إجابَتِه السكوتُ
إن السكوت والتجاهل يجعله في حالة غيظ وقهر وموت بطيء، ويمنحه درساً في الأخلاق والأدب والسلوك، إن الذي لا يلتزم بمعايير الأخلاق والأدب، وينحو منحى سلبياً نحو العدوانية والتهجم لا تجادله البتة، واجعله يطنطن كما الذباب، حتى لا تجعل من حجمه الضئيل عملاقاً، فقط ترفع عنه وتجاهله وتغاضى وسيموت بغيظه وسوء خلقه.