زكية إبراهيم الحجي
المرونة أقوى مضادات الفشل:
المرونة في تعاطي الأمور تستدعي استثمار الفرص السانحة دون الالتفات بعين الحسرة والندم لما قد فات من فرص ثمينة.. ربما نعيد النظر لما سبق لإعادة تصحيح الخطأ دون الانزلاق في مستنقع جلد الذات.. والابتعاد عن المغالطة في تناول الحقائق التي من شأنها تعقيد الموقف وبالتالي الاستسلام. الإنسان الذي يسعى نحو تحقيق هدف معين ولم يتمكن من تحقيقه فذلك لا يلغي مجهوده السابق. في حالات كثيرة نحتاج للقفز ليس من باب اليأس وإنما من باب المرونة لإعادة ترتيب الأوراق.
* * *
الأضواء والشهرة والتاريخ:
عندما نقارن بين الأضواء والتاريخ فثمة أمور يجب أخذها في عين الاعتبار.. من بينها أن الأضواء قد تتحقق للشخص بسهولة وبوسائل متعددة في حين أن التاريخ لا يُصنع بسهولة بل يحتاج لجهود مضنية ومثابرة طويلة.. الأضواء قصيرة العمر مقارنة بالتاريخ.. الأضواء بمثابة أقنعة مغرية لكنها مهلكة في ذات الوقت لذلك لا يأبه العظماء بالأقنعة بل يصنعون تاريخاً لهم يُخلد أعمالهم العظيمة التي قدموها للبشرية ويتركون بصمة فعالة ومؤثرة للأجيال المتعاقبة.
* * *
نشوة مدرجات كرة القدم:
قليلاً ما نجد شاباً أو شابة لا يعبر عن حبه لفريقه الرياضي المفضل وأخص هنا رياضة كرة القدم.. هذه الرياضة الجماعية الأكثر شعبية في العالم.. ورغم اختلاف بعض التفاصيل إلا أن المبدأ واحد وهو اللعب بالكرة.. ظلت هذه اللعبة في تطور دائم إلى أن أصبح لها قواعد متفق عليها عالمياً.. في الملعب والمدرجات يحدث كل شيء.. فرح ورغبة أمل وخوف.. أحاسيس متضاربة تتملك الجماهير واللاعبين على حد سواء.. الآمال معلقة في اهتزاز الشباك وإحراز الأهداف والفوز على الخصم.. أجواء حماسية وأصوات هاتفة بشعار واحد (نبي جول) ترابط يجمع آلافاً من الناس رغم اختلافهم الفكري والثقافي والاجتماعي لكن عشق كرة القدم كفيل بتوحيدهم لمدة ساعة ونصف الساعة على أقل تقدير.. إنها نشوة المدرجات.
* * *
بين الواقع وعلم البيانات «الخوارزميات»:
تفاقمت كثيراً الثورة الإلكترونية لدرجة أصبحنا عاجزين عن العيش بدونها حتى بتنا نبتعد كثيراً عن الطبيعة البشرية ونقترب كثيراً من أن نكون أجساداً وعقولاً مسيرة باللايكات والهاشتاقات وباتت أولوياتنا تتغير بتغير الترند بل أصبحنا نحظى بروح اجتماعية داخل موقع يضم ملايين الأشخاص بينما الواقع أن كل شخص يعيش بمعزل عن الآخر حتى أفراد الأسرة الواحدة أصبحت حياتهم بعيدة عن الواقع الذي عرفناه.. والذي كان عليه الآباء والأجداد.. تطور تكنولوجي رغم ما فيه من إيجابيات كثيرة إلا مواصلة الاستهلاك جعل عقول الكثير تعيش تحت رحمة الخوارزميات.