ما أجمل وأروع زرع الثقة في نفوس كل أسرة متزنة منتجة لديها حب وتقدير الشعور بعظم المسؤولية أثناء العمل بروح الفريق الواحد بشكل متكامل ومتجانس وفعال في سبيل توفير الوسائل المتاحة كافة؛ لكسب الحلال والحرص على أرضاء الله تعالى، ووضع أمام أعينهم أنَّ تحميل الدين الإسلامي الحنيف لمن يعمل في الأسر المنتجة كامل المسؤولية عن تصرفاتهم، وأفعالهم وأقوالهم، ومدى حرصهم تجاه دينهم ثم أهليهم ثم مجتمعهم الذي يعتبر من المبادئ الجوهرية لحياة أفضل، وفائدة وأثر طيب في قلوب الآخرين، وإعداد نفسه وأسرته -بإذن الله تعالى- لمستقبل مشرق، وكسب أجر عظيم في الآخرة؛ لأنه يملك إحساسًا رائعًا نحو الواجبات المُترتِّبة عليه، فهو يتخلص من السلبية والعجز والكسل، وبذل كل ما في إمكاناته لإصلاح واقعه، فهو رجل عظيمٌ ومسؤولٌ عن تصرفاته، وله حقٌّ وواجب علينا أن نجعله يُقدِّرُ مسؤوليته بحبِّه للعمل، وثقة وتقدير لمن حوله، والأخذ بيديه إلى البذل والعطاء، وتحمُّل المسؤولية نحو القمة، وقلبُه يظلُّ خافقاً بالخيرات والمسرات، وإن لقي بعض الجحود من الآخرين، ويبقى الذكرُ الجميلُ لمن استطاع أن يجعل إحساس الأسر المنتجة قويًا بالمسؤولية -بتوفيق الله تعالى- لدينهم، ثم نفوسهم، ثم لمجتمعهم، وهذا نتائج التربية الصالحة، والقدوة الحسنة، والتعليم المستمر في إعداد الأجيال القادمة نحو القمة بتعاون الجميع في مجال دعم ومؤازرة الأشخاص الذين يقدرون المسؤولية والتفاعل مع الآخرين، وحسن قوة الظن بالله تعالى، واليقين برزقه، وفعل الأسباب، والتوجيه النبوي في هذا الشأن واضح فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النّاسُ اتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأ عنها فاتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودَعوا ما حرُم».
وعن علي بن أبي طالب: ألا أعلمُكَ كلِماتٍ علَّمَنيهِنَّ رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم «اللهمَّ اكفِني بحَلالِكَ عَن حرامِكَ، وأغنِني بفضلِكَ عمَّن سِواكَ».