خالد بن حمد المالك
ظهر كثير من دول العالم خلال الأيام القليلة وهي مذعورة من كورونا وتحديدًا من متحور (أوميكرون) الأكثر خطورة، والذي كان أول ظهور له في جنوب إفريقيا، ومن ثم تسلل إلى عدد من الدول، ما جعل الكثير منها يبدأ بالمزيد من الاحترازات والاحتياطات لمواجهة خطورته، والتوسع بالإجراءات، والتدابير الوقائية، والالتزام بها، دون أي تهاون.
* *
ولأنَّ عددًا من الدول أعلنتْ عن تسجيل زيادة في عدد حالات الإصابة بمتحورات فيروس كورونا، وآخرها متحور (أوميكرون)، فإن الأمر يتطلب بالنسبة لمواطني المملكة والمقيمين فيها تجنب آثاره السلبية بالمحافظة على المكتسبات التي تحققت في مواجهة (كورونا) وتنفيذ (البروتوكولات) الصحية المعتمدة، ضمن الاستمرار بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
* *
وبنظرنا فإن أكثر أهمية من ذلك أن يسارع المواطن والمقيم ممن لم يتلقوا الجرعة الثانية من التحصين بالمملكة إلى الإسراع بتلقي اللقاح، لضمان سلامة وحماية أنفسهم والآخرين، على أن من تلقوا جرعتي التحصين، ومرَّ عليها ستة أشهر فأكثر، فإن الفرصة متاحة لهم لتلقي الجرعة التنشيطية الثالثة لزيادة المناعة المكتسبة، منعًا لتعرضهم لأي إصابات.
* *
ولحسن الحظ، فإن المملكة من خلال السلطات الصحية فيها تملك قدرات كبيرة، وخبرات عالية في التعامل مع هذه الجائحة، بل ومع أي تطورات أخرى لها علاقة بها، حيث يعمل المختصون على مدار الساعة للحفاظ على صحة المجتمع وسلامته من خلال متابعتهم للأوضاع الوبائية العالمية، وهو ما لاحظناه من شبه السيطرة عليه، بانخفاض الأعداد من الموتى والمصابين، وارتفاع أعداد المتعافين.
* *
ولابد من التذكير بالجهد الكبير الذي قامت به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وتوجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ما مكَّن المواطنين والمقيمين من أن يحصلوا بيسر وسهولة وبالمجان على اللقاحات المطلوبة، وقد كان أثر ذلك واضحًا في الانخفاض الكبير في المنحنيات الوبائية لجائحة كورونا، ومواجهة آثارها السلبية على كل المستويات.
* *
وضمن اهتمام الجهات الصحية المختصة بالمملكة لاحظنا كيف أمكَن وبسرعة فائقة إجراء التقصي عن الحالة المصابة بالمتحور الجديد، مع تحديد الأشخاص المخالطين لها، ما يستدعي منَّا التأكيد على أهمية التحصين، بما في ذلك ارتداء الكمامات في الأماكن كافة، وتجنُّب الأخذ بالشائعات المخالفة، لأن عدم الالتزام بذلك يزيد من فرص ظهور المتحورات، خصوصًا أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن أربعين شخصاً أصيبوا بالمتحور الجديد في عدد من الدول وأن الرقم مرشح للزيادة، محذراً أن يتم التعامل مع هذه الجائحة بكل متحوراتها بالسلبية وعدم الالتزام بنصائح السلطات الصحية.
* *
إن التأكيد على أهمية المبادرة في استكمال التحصين، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعدم التهاون في ذلك ينطلق من خطورة الفيروس ومتحوراته، وخاصة متحور (أوميكرون) الذي نبَّهتْ منظمة الصحة العالمية على أنه ربما يكون أخطر من سابقاتها من المتحورات، فلعل كل مواطن ومقيم يستشعر بمسؤوليته فيسارع إلى الالتزام بتعليمات وزارة الصحة، ويلبي دعوتها بالإسراع في تلقي لقاح التحصين المطلوب.