أنهى فريق طبي بمستشفى د. سليمان الحبيب بالعليا معاناة فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، كانت تشكو من آلام حادة بالظهر وصعوبة في أداء وممارسة الأنشطة اليومية ومشاكل في النوم، نتيجة الإصابة بانحراف شديد في العمود الفقري «الجنف» من النوع النادر جداً نظراً لدرجة الاعوجاج واتجاهه، بالإضافة إلى نوعية العظام الرخامية شديدة الصلابة.
وقال الدكتور واصف السباعي استشاري جراحة العظام والعمود الفقري الحاصل على الزمالة البريطانية رئيس الفريق المعالج. فور وصول المريضة للمستشفى تم إخضاعها للفحوصات المخبرية وأشعة الرنين المغناطيسي على كامل منطقة الظهر، حيث أكدت النتائج وجود اعوجاج شديد يبلغ زاويته (78) درجة في الجهة اليسرى بالعمود الفقري مع تحدب وتشوه في القفص الصدري. مؤكداً على أن المريضة عانت لسنوات طويلة من المرض دون علاج الأمر الذي تسبب في زيادة شدة الانحناء والأعراض المصاحبة له.
وقد قرر الفريق الطبي بعد دراسة ملف المريضة التدخل الجراحي، وتبين أثناء العملية أن عظام الفتاة من النوع «الرخامي» النادر جداً، الذي عادة ما يكون شديد الصلابة ويحتاج تجهيزات وأدوات خاصة لتعديل العمود الفقري وتقوميه، بالإضافة إلى جهد ووقت أكثر أثناء العملية. موضحاً أن الجراحة استغرقت 6 ساعات متواصلة، تمكن خلالها الفريق الطبي وبفضل من الله من تقويم العمود الفقري وتثبيت ودمج الفقرات بشكل ممتاز. وقال استشاري جراحة العظام والعمود الفقري إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، إذ استطاعت الفتاة الوقوف بعد 24 ساعة من العملية، وقد تم إخضاعها لبرنامج علاج طبيعي مكثف لتقوية عضلات الظهر والفقرات. كما نصح الدكتور واصف السباعي جميع الحالات المشابهة التي تعاني من بداية الجنف بسرعة المتابعة الدورية مع الأطباء المختصين منذ اكتشاف الانحناء للحيلولة دون الإصابة بمزيد من المضاعفات وزيادة نسبة الجنف وبالتالي صعوبة علاجه.