عبد الله سليمان الطليان
تقوم اللباقة على حسن التصرف في القول والفعل في العلاقات البشرية، تعطي الحقيقة لشخصية الفرد وثقافته سواء كان ذكرا أو انثى بشكل كبير، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تأتي هذه اللباقة بعفوية أم عن طريق التنشئة أو البيئة أو العلم المكتسب؟ اللباقة لا تأتي بعفوية بل إن التنشئة والبيئة المحيطة تعتبر من أساسيات بذر اللباقة ذات الأدب الرفيع، فهل هذه موجودة في مجتمعنا أو مفقودة، لا شك انها موجودة ولكن ليس بالشكل المأمول والطموح المرضي، فعلى الرغم من زيادة مظاهر الرفاهية التي عمت واقعنا، الا ان اللباقة اقتصرت فيه على جانب مادي تجاري فقط، بعدما اقتبست من الغرب في عملية التسويق التجاري الذي وضع له دورات ومحاضرات مكثفة، مازالت حتى الان وهي في تطوير دائم لأنها ترفع من الدخل المالي عن طريق جذب اكبر عدد من الجمهور، وخاصة لدى الشركات والمؤسسات الأهلية التي راحت تدفع الكثير للتطوير في هذا المجال.
ان عملية التسويق التجاري التي تتم من قبل موظف أو موظفة لدينا يشوبها أحيانا نوع من استغلال الجهل أو عدم المعرفة التامة بالمنتج، وذلك عن طريق ان يقوم الموظف أو الموظفة بتنميق كلامهما بإسهاب مفرط فيه تزييف ومبالغة في الحقيقة أحيانا، الذي يبعث في النفس عند الواعين الضيق والتذمر على هذا الحوار المخجل، وانه يمثل استغفالاً لعقلية المستهلك أو خداعة ومع الأسف هذا هو الحاصل في واقعنا التجاري، عندما تجابه الموظف أو الموظفة في ان الامر مناف لحقيقة ما يقول بأسلوب حوار متزن وجاد، في محاولة لاستيضاح الامر فانه يواجهك بسيل من الحقائق الوهمية أحياناً، ويقول لك انت لا تعرفها اننا متخصصون في هذا الجانب التجاري، هناك قلة من الموظفين والموظفات الذين يمكن أن تجد عندهم الحقيقة ولكن ليس في مكان العمل بل خارجه، فيقولون لك انه (أكل عيش وطلب رزق) المطلوب منا ان ننصاع ما أمرنا به من أجل التسويق التجاري بتزييف الحقائق بأسلوب شيق وجذاب والا سوف نجد انفسانا خارج مكان العمل.